علي الصحن
أرخى الموسم سدوله، وانتهى في ليلة هلالية حالمة عادت بالفريق إلى منصات الذهب بعد غياب قسري طويل في حسبة الزمن الهلالية، عاد الهلال إلى البطولات بعد موسم صعب مرهق طويل دارت أحداثه على الفريق كعاصفة لا تبقي ولا تذر، غير أنه نجح بتوفيق الله ثم بتدابير عشاقه وبعض القائمين عليه في تجاوزها وتجاوز آثارها والعودة إلى حيث يقف الهلال دائماً... في القمة!!
طموحات الهلال والهلاليين لا حد لها، ليس للبطولة قيمة ما لم تتبعا ببطولة، وليس للإنجاز معنى ما لم يتكئ على إنجاز جديد، والوقوف في القمة وحيداً وبمسافة هائلة عن أقرب المنافسين لا يعني أن تتوقف لأخذ فرصة للتنفس فذاك أمر ليس له وجود في قاموس العشق الأزرق الخالد... الهلال مثل بندول الساعة عند أهله وناسه عندما يتوقف للحظات يتغير كل شيء!!
الهلال باق في أيد أمينة.. هذا حديث الشارع الأزرق بعد الاجتماع الشرفي قبل أسبوعين، فالاجتماع الذي جاء قبل العودة للألقاب كان يضع الخطوط العريضة لعمل المواسم المقبلة، وتزكية الأمير نواف بن سعد لرئاسة النادي خلفاً للمكلف الحميداني هي أول كلمة في برنامج العمل، وما من شك أن الغياب الطويل عن البطولات أحد الأمور التي يجب أن تكون في البال عند مخططي المشروع الهلالي الجديد!!
عاد الهلال للبطولات، والعودة لا تكفي فالمطلب هو استمرار الحضور، وليسمح لي الهلاليون أن أقول إن وضع الفريق الحالي لا يكفي لذلك، ربما يقول قائل هنا انني أعكر المزاج، وأقلب أوراقاً في غير وقتها، غير ان الواقع يوجب ذلك، والوقت ليس في صالح فريق مقبل على جملة من الاستحقاقات الصعبة في الموسم المقبل أهمها البطولة الآسيوية التي كان قاب قوسين أو أدنى من لقبها لو أخطاء الحكم وغياب الهداف الحقيقي عن الفريق!!
هذه أولى الحقائق التي يجب أن تتعامل الإدارة الجديدة معها.. الهلال بلا هداف حقيقي في ظل الهبوط الواضح في مستوى ناصر الشمراني وعدم القدرة على الرهان على مردوده الفني في المنافسات، ومن الواضح ان مدرب الفريق قد تنبه لذلك، فعمد للاستفادة من السالم في عدة مناسبات، والإدارة المكلفة لم تتأخر عن الحلول فبكرت في التعاقد مع يونس عليوي، غير أن المطلوب ليس مجرد مهاجم فقط بل مهاجم مختلف يصنع الفارق ويختصر المسافات ويترجم جهود زملائه كما يفعل عمر السومة!!
وبمناسبة المرور على ناصر الشمراني فمن المناسب أن يجلس الهلاليون معه جلسة مصارحة... هل لديه الاستعداد لخدمة الفريق كما كان في موسمه الأول والتفرغ له أم لا... فالهلال في النهاية لا يتوقف على لاعب، وليس بحاجة إلى لاعب يقدم ثقافة جديدة في الفريق مثل ما فعل الشمراني في فرحته بعد الفوز بكأس الملك وهي أمر لم يسبقه عليه أحد في 54 بطولة خلت!!
والهلال بحاجة إلى تقييم شامل للأسماء المدرجة في قائمته، ثمة أسماء لها وزنها وكانت لها قيمتها، لكن دوام الحال من المحال، والمجاملة في النهاية لن تضر إلا الهلال، وفي الموسم المنقضي أخيراً لاحظ الجميع ضعف الاحتياط الهلالي، وندرة الحلول في يد المدرب وسط المباراة، وهنا أدرك أن الاستغناء عن بعض الأسماء قد يكلف النادي مالياً لارتفاع قيمة عقودهم وصعوبة انتقالهم لأندية أخرى غير مستعدة لدفع ما يدفعه الهلال، لكن لكل شيء ضريبته، وفي النادي من المستشارين من يستطيع أن يوجد حلاً لهذه الاشكالية!!
رحيل تياجو نيفيز أمر لا مفر منه، فاللاعب لم يقدم ما يكفي هذا الموسم، حتى قدمه لم تعد تبصر طريق المرمى كما كانت، وهنا لا بُدَّ من تقدير دموع اللاعب وحبه للهلال، وأفهم تعاطف بعض الهلاليين معه ومشاعرهم على رحيله، لكن لكل شيء نهاية، وقصة نيفيز مع الفريق حانت نهايتها وفي وقت مناسب، خاصة وأن غالب الجماهير الهلالية لم يكف عن انتقاد اللاعب بعد كثير من المباريات الحاسمة وغير الحاسمة، لكن العاطفة تغلب أحياناً، أما الواقع فيقول لا بُدَّ من بديل يقوم بدور صناعة اللعب التي افتقدها الفريق كثيراً هذا الموسم!!
الهلال يحتاج الكثير وإدارته لا تنقصها الإرادة، وهو مؤهل للاستمرار سنوات وسنوات بكامل حضوره وألقه، يحتاج فقط لمعرفة احتياجاته...... وعدم المجاملة على حسابه.