د. خيرية السقاف
هذه الشمس الكبيرة تتوسط السماء حرة في ملكوت الله لكنها لا تتجاوز موقعها..
لا يملكها إلا من خلقها شأنه تعالى مع كل خلقه..
لكن هناك من البشر من تتضخم فيه ذاته حتى ليحسبن ملكيته لشيء منها حقاً مكتسباً له...
هذا الذي فعلته الإسبانية «ماريا دوران».. ذات الأربع وخمسين عاماً إذ تدعي ملكيتها لجزء من الشمس منذ عام 2002، وتخضع مستخدمي الطاقة الشمسية لدفع رسوم لاستخدامهم بقعة الشمس التي تملكها..!
المدهش أنها أخذت تأييدًا قضائيًا بهذه الملكية في بلدها، إذ ينص الخبر على أن «دوران كانت قد سجلت ملكيتها للشمس لدى كاتب العدل في إسبانيا، قبل أن تفتح حساباً لها على موقع «إي باي» لبيع بقع مساحتها متر مربع مقابل يورو واحد للبقعة الشمسية»..
وجرى هذا حتى توقف الموقع عن الدفع لها، وسحب بعد عامين من تمتعها ببيع ما يخصها من الشمس العروض التي كانت تقدمها «مالكة الشمس» لقائمة البقع المعروضة للبيع على الشمس، مؤكدًا على أنها تنتهك سياسة بيع البضائع المحسوسة والملموسة فأغلق حساب دوران..!!
لكنها لم تقف عند هذا بل قامت بمقاضاة الموقع، والأشد دهشة أنها كسبت القضية بتأييد المحكمة الإسبانية بأحقيتها في الدعوى القضائية..!
عالم جنون.. وإن بدا أنه يقتحم ليس ما فوق الأرض، بل إلى ما هو أعمق في مدى السماء ليكون الناطق بأحقيته فيه..
وهو الإنسان بغروره وتخيله...
لا يتورع أن يكون مالكاً لكل شيء حتى الشمس أو بقع فيها..!!
وإن كان يخضع ما يتخيل امتلاكه في منجز حيوي على الأرض..!!