تونس - واس:
عقدت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية أمس أعمال المؤتمر العربي الحادي عشر لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني، بمشاركة ممثلين عن مختلف الدول العربية فضلًا عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمته الافتتاحية أهمية المؤتمر الذي يسعى إلى وضع خطة لتطوير أداء الإعلام الأمني في ظل المتغيرات التي تعرفها المنطقة العربية منذ مطلع عام 2011م ، الذي شكل علامة فارقة في التاريخ العربي المعاصر وأحدث تغييرات جوهرية في مناحي الحياة المختلفة خاصة في مجالي الأمن والإعلام. وبين معاليه إلى الانعكاس الكبير لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على الحياة المعاصرة من حيث تشكيل الرأي العام وتوجيهه ومن حيث تأثيرها المتزايد على أمن المجتمعات ودورها المباشر في تكوين شخصيات الأفراد ورسم نزعاتهم النفسية, لافتًا النظر إلى ما يعج به الواقع الإعلامي العربي في الوقت الحاضر من مشاهد دموية فظيعة تشمل القتل والحرق وتقطيع الأوصال والاستهانة بأرواح الأحياء والاستخفاف بحرمة الأموات وكرامة الإنسان. وبين أن التحديات الأمنية التي يطرحها هذا الواقع الإعلامي متعددة ومتشعبة, حيث تتوزع بين إسهامه في تركيز الميول الإجرامية وترويج الممارسات المنبوذة وبث خطاب العنف والتطرف والطائفية واستقطاب الشباب من قبل الجماعات الإرهابية, مؤكدًا أن هذا الواقع يتطلب من أجهزة الإعلام الأمني العربية أن تكون في واجهة التعامل مع تداعياته الأمنية من خلال ضمان حصول وسائل الإعلام على المعلومات الأمنية الصحيحة والتعاون معها من أجل القيام برسالتها النبيلة في تنوير الرأي العام والإسهام في تحصينه ضد الجريمة ، وأكد معالي الدكتوركومان أن الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي يفرض على أجهزة الإعلام الأمني العربية المتابعة الدقيقة لتلك الشبكات للحيلولة دون استخدامها في ترويج المخدرات وتهريب الأشخاص وتشكيل العصابات الإجرامية، ومنع استعمالها من قبل التنظيمات الإرهابية في التواصل بين عناصرها وتجنيد الأتباع ونشر أفكار التطرف والغلو، كما يفرض عليها استخدام هذه الشبكات من أجل نقل المعلومات الصحيحة وتقديم الخدمات وتفنيد الشائعات وتعزيز العلاقة بين الشرطة والمجتمع.