واشنطن - الجزيرة:
أكد وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية- الأمريكية بمجلس الشورى لعدد من المسؤولين الأمريكيين مواقف المملكة الثابتة تجاه مختلف قضايا المنطقة وفي مقدمتها الجهود المبذولة لإعادة الشرعية في اليمن وقضية الشعب السوري والتدخلات الإيرانية في المنطقة.
وبيّن أعضاء وفد المجلس الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية حالياً برئاسة عضو مجلس الشورى المهندس محمد بن حامد النقادي موقف المملكة من الوضع في الجمهورية اليمنية، مشيرين إلى أن عملية عاصفة الحزم جاءت استجابة لرسالة الاستغاثة من الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن عبدربه منصور هادي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
-حفظه الله- وأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي لإنقاذ الشعب اليمني وحمايته من مليشيات الحوثي التي انقلبت على الشرعية في اليمن واختطفت مؤسسات الدولة مدعومة من قوى إقليمية تسعى للهيمنة على المنطقة.
وتناول اجتماع وفد مجلس الشورى في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن أمس بنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، السيد جيرالد فايرستين ومع عضوة مجلس الشيوخ السيناتور دايانفاينستين (كلا على حدة)، موقف المملكة من الملف النووي الإيراني والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لعدد من دول الجوار، فضلاً عن تدخلها المباشر في سوريا لدعم النظام.
وأبدى أعضاء وفد الشورى قلقهم من أن رفع العقوبات الدولية عن إيران -حتى وإن كانت تدريجية- سيعطي طهران دعماً لمزيد من تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية في بعض دول الخليج والمنطقة.
كما تناول اللقاء مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي موضوع فرض الضرائب على حاملي الجوازات الأمريكية الذين يقيمون خارج الولايات المتحدة الأمريكية وأنه في حال تنازلهم عن الجنسية الأمريكية سيمنعون من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عشر سنوات.
من جهته، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي عمق العلاقات الثنائية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، وقدر عاليا الدور الذي تقوم به المملكة لإحلال السلام في المنطقة.
وأشار إلى أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين البلدين الصديقين في عدد من المجالات، مؤكدا أهمية اجتماع جنيف لمناقشة الموضوع اليمني، مشيرا إلى انه يجب على الجميع الجلوس على طاولة الحوار.
من جهتها، أكدت عضوة مجلس الشيوخ السيناتور دايانفاينستين خلال اجتماعها بوفد الشورى أن المملكة العربية السعودية حليف استراتيجي للولايات المتحدة, معربة عن أسفها لما تتعرض له الحدود الجنوبية من المملكة من إطلاق للصواريخ من اليمن التي كان آخرها إطلاق صاروخ سكود، معربة عن أملها في إنهاء الأزمة في اليمن عبر طاولة الحوار.
من جهة أخرى، اجتمع وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية بمجلس الشورى مع مجلس الأعمال السعودي الأمريكي في واشنطن حيث كان في استقبالهم نائب رئيس المجلس السيدة سوزان لندمان.
وأكد وفد أعضاء مجلس الشورى خلال اللقاء تميز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ومتانتها وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية, وعدوا التبادل التجاري بين المملكة والولايات المتحدة, والشركات الاستثمارية المشتركة مؤشراً وذا دلالة على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين. وشرح أعضاء مجلس الشورى للحضور الدور الذي يقوم به المجلس في مناقشة القضايا, وإيجاد الحلول الناجعة لها, ودوره في سن الأنظمة والتشريعات وتطوير ما هو قائم منها بما يستجيب للمرحلة الحالية والمستجدات التي توجب التحديث والتطوير بما لا يتعارض مع ديننا وقيمنا ومبادئنا الأصيلة.
وخلال الاجتماع أكدت عضوة مجلس الشورى الدكتور حنان بنت عبدالرحيم الأحمدي أهمية تشجيع الاستثمار الأجنبي ودور ذلك في تحقيق النمو الاقتصادي بالمملكة وأهمية أن تسعى الاستثمارات الأجنبية إلى توفير فرص عمل للكفاءات السعودية المؤهلة ونقل الخبرة والمعرفة وتوطين التقنية، وطالبت أن يركز الاستثمار الأجنبي على الاستثمارات النوعية التي تجلب معها ميزات مضافة لبلادنا.
وأشارت إلى أن المرأة السعودية من خلال موقعها في مجلس الشورى تحرص على تفعيل الدور الريادي للمرأة في المجالات التي يمكن للمرأة أن تسهم فيها بفعالية، وتفاءلت بتمكين المرأة في مختلف القطاعات ومنها القطاع الخاص بكل مجالاته. وأكدت الأحمدي أن المرأة السعودية الآن شريك حقيقي في نهضة البلاد عبر مواقع مهمة منها الشورية والتعليمية والصحية.
من جهة أخرى، قام وفد أعضاء مجلس الشورى بزيارة إلى الملحقية الثقافية في واشنطن حيث كان في استقبال الوفد الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد العيسى الذي رحب بأعضاء وفد مجلس الشورى في مقر الملحقية، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة التي تجسد حرص مجلس الشورى على الاطلاع على أوضاع الطلاب السعوديين المبتعثين في الخارج والتعرف على المعوقات والتحديات التي تواجههم أثناء مواصلة دراساتهم.
وأشار إلى وجود أكثر من 120 ألف مبتعث ومبتعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وحرص الملحقية على تهيئة السبل كافة للمبتعثين لمواصلة تعليمهم.
واستمع وفد مجلس الشورى إلى ما يواجه الطلاب والطالبات السعوديون من مشكلات، مؤكدين حرص مجلس الشورى على دراسة تلك المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة لها، وذلك ضمن جهود المجلس في معالجة القضايا الوطنية وهموم المواطن.
تجدر الإشارة إلى أن وفد مجلس الشورى يضم إلى جانب رئيس وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية أعضاء المجلس أعضاء اللجنة وهم الدكتور أحمد آل مفرح، والدكتورة الجوهرة بوبشيت، والدكتورة حنان الأحمدي، والدكتور سعود السبيعي، والدكتور صدقة فاضل، والدكتور عوض الأسمري.