ناهد باشطح
فاصلة:
(الاعتدال ينبغي أن يكون همّ الإنسان الأول)
- حكمة صينية -
أكثر ما يمكن ملاحظته في حواراتنا ترديدنا للأقوال المأثورة دون استشعارها والعمل بها حينما تعارض قناعاتنا.
والمفارقة الأخرى وضع ممارسة العبادات في ميزان تقييمنا للآخرين مع أن العبادات هي صلة الإنسان بخالقه وليس من حقنا التدخل في هذه العلاقة الخاصة.
إنما ما يستحق التركيز عليه دون تقييمه هو قدرتنا في ممارسة الالتزامات الاجتماعية والتعامل في المجتمع بإنسانية وفي حدود أطر دين عادل ومتوازن.
يقول «د. عمر فاروق عبد الله» في مقالة له بعنوان (كيف تعيش في الإسلام حياة هادفة؟)
«إن التأكيد على الالتزامات الاجتماعية يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام أكثر من مجرد عقيدة تعنى بالعبادات الشخصية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها في نطاق أنشطة المسجد والمراكز الإسلامية».
نردد كثيرا الدين المعاملة ونحن نركز أكثر على ممارسات الآخر الدينية، وتتضح في بعض السلوكيات إهمالنا للخطاب الديني الذي يجمع بين الممارسات الدينية والالتزامات الاجتماعية في تقييم الخالق لخلقه.
وإذا كانت العبادات تربطنا بالخالق فإن الالتزامات مع خلقه تربطنا به أيضا.
على سبيل المثال إضرارنا بالآخر لفظيا أو سلوكيا كيف نفهمه؟
هل نستشعر أننا في إضرارنا بالآخر بأي وسيلة فإننا ننتهك إنسانيتنا التي أكرمنا الله بها حين نفخ من روحه فينا وحمل الإنسان مسؤولية الخلافة في الأرض، إذن فكيف نضر مخلوقا من روح الله؟.
مشكلتنا أننا لا نضع سلوكنا في دائرة التقييم لأننا مشغولين بتقييم سلوك الآخر وبالتالي ندخل في دائرة تبعدنا عن التزامنا المطلوب منا على مستوى الدين والإنسانية في عدم الإضرار بالآخر والتعامل معه وفق ضوابط إنسانية دون وضع اعتبار لأصوله أو لونه أو أي اعتبارات أخرى غير الإنسانية.
والأكثر مفارقة حين لا نعترف أننا نضر الآخر بل إننا نمارس حقنا الطبيعي في الحديث عنه وتقييم أفكاره وسلوكه حينها بالفعل نبتعد عن المفهوم الحقيقي لالتزامنا الاجتماعي تجاه الآخر.