ناهد باشطح
فاصلة:
((الأولاد بحاجة إلى نماذج أكثر منهم بحاجة إلى نقاد))
- حكمة عالمية -
لفت نظري في بيان وزارة الداخلية الذي صدر مؤخرا عن مرتكبي جريمة «القديح» أن بعضهم لا يتجاوز الخمسة عشر عاما.
بمعنى أنه مازال طفلا لم يبدأ حتى مرحلة المراهقة فكيف يمكن أن يتجه إلى تفجير نفسه أو الإيمان بهذه الفكرة الوحشية؟
أن يقتل الطفل وهو على أعتاب سن المراهقة فهذا يحتاج إلى وقفة نراجع فيها عدوانية لم تنشأ بين يوم وليلة، فهذا المراهق الذي تبنّى فكرا شاذا مخالف للدين وكل القيم الإنسانية كان طفلا لم يجد في محيطه الأسري القدر الكافي من الحب والحرية.
نعم الحرية، حرية التعبير عن ذاته...حرية إشباع احتياجاته....
تطرف الأسرة بالقسوة أو الدلال نتاجه طفل ضائع ومراهق منحرف.
والانحراف فضاء واسع من الشذوذ عن الطريق السوي.
والإرهاب سلوك ناتج عن أفكار ومشاعر عدوانية فما هي أفكار الأطفال والمراهقين الذين تورطوا في حادثة قتل أبرياء لاذنب لهم ولا جريرة؟
الطفولة التي تعاني من الحرمان العاطفي أرض خصبة لمراهقة غير مستقرة ولأدمغة يمكن أن تتبنّى أي أفكار دون تمحيصها لأن هذا الطفل لم يعتد يوما على استعمال عقله بل اعتاد أن ينصاع في طفولته إلى السلطة الوالدية فأصبح من السهل ان ينصاع بعدها لأي سلطة خارجية.
استعمال العقل يكمن في احترام ذات الطفل وتقديرها وزرع الثقة فيه بدلا من حرمانه من أبسط حقوق الطفولة.
القسوة والكبت لا يصنعان الرجولة أبدا بل ينتجان فردا ساخطا على نفسه قبل أن يسقط سخطه على مجتمعه.
الرجل قبل أن يكون شابا كان مراهقا وكان طفلا كيف عاش حياته؟ كيف تعامل مع احتياجاته النفسية والاجتماعية والبيولوجية؟
ولماذا ارتمى في أحضان الجماعات المتطرفة ووجد في إنهاء حياته غاية سامية؟
الأفكار المشوشة في هؤلاء الأطفال مسئولية الأسرة والمدارس والمجتمع بكامل مؤسساته، إذ غفل الجميع عن قراءة خارطة الطفل والمراهق وفهم أبعاد احتياجاته.
هل الطفل والمراهق السعودي كائن ديناصوري؟
إنه مثل الأطفال والمراهقين في بقية أنحاء العالم يحتاج أن يعيش الحياة بإنسانية.. يحتاج إلى الحب والحرية.