كتب - سلطان الحارثي:
قدم المدرب الوطني والمحلل الفني تركي السلطان رؤية فنية متكاملة لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي سيجمع قطبي الرياض الهلال والنصر، فصّل من خلالها الفريقين من خلال ماقدماه في هذا الموسم, معتمدا على الأرقام المدعمة بالعطاء الفني.
الجانب النفسي والمعنوي للفريقين:
الهلال:
حالة معنوية ونفسية وفنية مستقرة في الفترة الأخيرة، الفريق يحتاج إلى تحقيق بطولة لتأصيل العمل الفني الإداري الحالي ولرفع الحالة المعنوية خاصةً فيما يخص المباريات النهائية فالفريق خسر في هذا الموسم نهائيين (دوري أبطال آسيا النسخة الماضية وكأس سمو ولي العهد).
النصر:
حالة معنوية ونفسية ممتازة بحصوله على بطولة دوري جميل وهي البطولة الأقوى والأطول من حيث عدد المباريات والمتطلبات الفنية اللازمة لمثل هذه البطولات.
بشكل عام المباراة محفزة للفريقين بتقديم مباراة تليق براعي الحدث وبمستوى الفريقين والتنافس الشريف القائم بينهما.
خطوط الفريقين:
الحراسة:
يتفوق خالد شراحيلي على حسين شيعان من خلال توفر خبرات اللعب السابقة وكذلك المقومات الفنية والمهارية، حسين شيعان وجوده في دكة البدلاء لفترات طويلة باستثناء مباريات الكأس قد يكون عاملا غير مساعد له، خاصة أنها مباراة ديربي ونهائي.
خط الدفاع:
تختلف التركيبة الفنية والعددية لهذا الخط للفريقين ففي الهلال دونيس غيّر من شكل الدفاع الهلالي من خلال اعتماده على اللعب بـ3 مدافعين كلاعبي متوسط دفاع وأمامهم على الأطراف ظهيرا جنب أشبه بالأجنحة وبالتالي يلعب الفريق عددياً 3-5-2 بالشكل الدفاعي بعد خسارة الكرة وهذه الطريقة لم يلعب بها فريق الهلال إلا حالات استثنائية خلال تاريخه الرياضي، وفي المقابل التركيبة الفنية والعددية للنصر ثابتة وبشكلها الاعتيادي بوجود 4 لاعبين في هذا الخط أمامهم 3 لاعبين يقومون بأدوار محاور الارتكاز ويعد الأبرز الخبير والمتميز فنياً حسين عبدالغني والذي يعتمد عليه الفريق بشكل كبير خاصةً في الكرات العرضية والطويلة خلف المدافعين، ويؤخذ على تركيبة النصر لهذا الخط التغييرات المستمرة بعضها بسبب ظروف خارجة عن الإرادة وبعضها وجهة نظر فنية خاصة مركز الظهير الأيمن ولاعب من قلبي الدفاع.
وسط الملعب:
قوة الفريقين تتمثل في هذا المركز بوجود لاعبين شباب يمتلكون الحيوية والنشاط والمهارة، وكذلك لاعبين أصحاب خبرات تراكمية ممتازة، ويوجد في هذا الخط للفريقين أهم مفاتيح اللعب على مستوى اللاعبين أوحتى على مستوى الأسلوب والطريقة.
النصر:
تركيبة خط وسطه تعتمد على النهج الدفاعي أكثر من النهج الهجومي ومؤشرات ذلك وجود لاعبين صبغتهم الأدائية متقاربة من بعض من هذه الناحية (عوض خميس وعبدالعزيز الجبرين وشايع شراحيلي) وتعتبر الميزة الأهم لهذا الثلاثي الالتزام بالأدوار المهام والواجبات وتطبيقها بشكل ممتاز خلال مجريات المباراة أيا كانت النتيجة خلال اللعب ويساعدهم في ذلك حالتهم البدنية العالية، اما الجانب السلبي في هذا الخط فيتمثل في غياب صانع اللعب الحقيقي الذي يملك الحلول المتعددة لخدمة المهاجمين من مواقف متعددة لذلك الفريق يعتمد بشكل كبير الاستفادة من الكرات الثابتة والكرات الطويلة للوصول إلى فرصة تسجيل الهدف وهو متميز فيها بشكل واضح.
سلبياً هذا الخط في النصر يؤخذ عليه الفراغات الموجودة في أطرافه والسبب تمركز الثلاثي في عمق الملعب بالإضافة إلى عدم المساندة الدفاعية الجيدة بعد خسارة الكرة من لاعبي المقدمة.
الهلال:
تركيبة خط وسطه تعمد على التوازن الهجومي والدفاعي ومؤشرات ذلك وجود لاعبين لديهم القيمة الدفاعية والهجومية (سعود كريري والفرج والعابد ونيفيز والشلهوب) وتعتبر الميزة الأهم في هذا الخط القدرة على تنفيذ أسلوب الضغط على حامل الكرة + التحول السريع جداً للحالة الهجومية في حال عدم التدوير المكرر للكرة بين اللاعبين والذي نراه في بعض مباريات الفريق وهو عامل سلبي أحيانا، الفريق يملك لاعبين لديهم القدرة على الصناعة المتنوعة بحثاً عن المهاجمين والخيارات متعددة لمدرب الفريق في تركيبة هذا الخط وكذلك توزيع المهام والأدوار مابين الحالة الدفاعية والهجومية.
سلبياً يؤخذ على الفريق في بعض المباريات وجود 3 لاعبين قوتهم فقط في القدم اليسرى وهذا قد يحد من خطورتهم في حال المواجهات 1×1، إضافة إلى ذلك كثرة التمريرات في مساحات ضيقة جداً ومحرجة للاعب المستقبل وكذلك مزاجية بعض اللاعبين والتي تؤثر بشكل كبير على عطاءاتهم وحالتهم الفنية أثناء فترات المباراة وبالتالي يتأثر الفريق بشكل عام.
خط الهجوم:
خط الهجوم في الفريقين يأخذ شكلا واحدا من خلال تركيبته لاعتماده بشكل كبير على الإضافة من لاعبي خط الوسط ووجود لاعب مهاجم صريح وخلفه لاعب آخر + لاعبي الأطراف.
ففي الهلال من المتوقع بناء على المباريات السابقة للفريق تواجد السالم كمهاجم صريح وخلفه بشكل غير ثابت الدوسري عبدالعزيز أو العابد أو الفرج بعض الحالات وهذا يعطي مؤشرا لعدم المركزية للاعب المساند للمهاجم وشخصياً أرى هذا الأمر ايجابي كما ان هذا الخط لديه خيارات أخرى في دكة البدلاء متمثلة في هداف الفريق ناصر الشمراني واللاعب الشاب خالد كعبي.
سلبياً الفريق في هذا الخط يعاني من عدم استغلال الفرص المتاحة للتسجيل نسبة إلى عددها خلال المباراة الواحدة.
في النصر من المتوقع بناء على المباريات السابقة للفريق تواجد السهلاوي و ويلا وادريان كلاعب طرف أيمن، السهلاوي رغم تواجده في كثير من حالات اللعب كلاعب وسط إلا إنه يعد الهداف المؤثر للفريق هذا الموسم خاصة في مباريات الهلال، ويلا لم يقدم الإضافة الفنية المتوقعة منه وقد تكون هذه المباراة الفرصة الأخيرة له لإثبات إمكانياته عمليا داخل الملعب، ادريان يشكل إضافة قوية لهذا الخط خاصة في الكرات من الأطراف والتسديد المباغت على المرمى، خيارات دكة البدلاء ممتازة ومؤثرة بناءً على ماشاهدناه في هذا الموسم خاصة (الراهب وفابيان).
سلبياً الفريق في هذا الخط يعاني من محدودية الخيارات المتاحة للبدء عددياً بمهاجمين مؤثرين باستثناء محمد السهلاوي والذي يعد الأفضل حتى على مستوى اللاعبين المحترفين الأجانب.
نقاط فنية للفريقين:
الارتداد السريع في الهلال يطبق بشكل أفضل خاصة من ناحية الجودة في التمرير وعدم خسارة الكرة بسهولة.
بناء الهجمة وتطويرها من وسط الملعب الفريقين متكافئين مع اختلاف أسلوب اللعب.
تكتيك الكرات الثابتة هجوميا في الفريقين مؤثر وبشكل كبير في نتائج الفريق من الناحية الايجابية.
تكتيك الكرات الثابتة دفاعياً في الهلال أكثر تنظيما وقلة في الاخطاء مقارنةً بالنصر.
تفعيل التسديد من خارج منطقة الجزاء للكرات المتحركة في الفريقين موجود وبشكل ممتاز ففي النصر ادريان + فابيان وفي الهلال نيفز + العابد.
الكرات الثابتة أمام منطقة الجزاء خطرة في الهلال أكثر بتواجد نيفيز.
كيف يفوز الهلال:
بشكل عام الهدوء الفني والنفسي في التعامل مع أحداث المباراة المتوقع ان تكون متقلبة وبشكل كبير.
فنياً: الضغط على حامل الكرة في منتصف ملعب النصر + محاولة استرداد الكرة من مكان خسارتها منعاً للكرات المرتدة للنصر خاصة الطويلة خلف المدافعين وبين الحارس + استغلال الكرات الثابتة القريبة من المرمى لنفيز + استغلال الزيادة العددية في الكرات الثابتة من الأطراف أو الضربات الركنية.
كيف يفوز النصر:
بشكل عام الهدوء الفني والنفسي في التعامل مع أحداث المباراة المتوقع ان تكون متقلبة وبشكل كبير خاصة وان الفريق في هذا الموسم حقق المهم بالحصول على بطولة الدوري.
فنياً: اللعب من لمسة واحدة أو لمستين على الأكثر منعاً لخسارة الكرة من خلال الضغط المتوقع على حاملها + استغلال أطراف الهلال خاصة في أحيان كثيرة الطرفين تكون متاحة بسبب خروج الشهراني والزوري في وقت واحد + تحديد ادوار واضحة للاعبي الأطراف أو احد الهاجمين بالمساندة الدفاعية بعد خسارة الكرة خاصة في أطراف وسط الملعب + البحث عن السهلاوي لا يكون بشكل مستمر ومتكرر.