فهد بن جليد
هذا بالفعل ما حصل مع صديق مصري اسمه الرسمي في جواز السفر (إيهاب)، والناس تناديه (يا هاني) حتى هنا في الغربة؟! تمنيت أن القصة توقفت هنا، بل إن زوجته هي الأخرى في مصر اسمها الحقيقي (إلهام)، والناس تسميها (هدى)؟!.
الموضوع لا علاقة له بالأسماء المستعارة، أو اسماء الشهرة المعروفة عند المصريين، بل هو حقيقة واقعة، وحل وسط لجأت إليه أسرة هاني - قصدي إيهاب - عندما اختلف ابوه وأمه على الاسم،فالأب يريده إيهاب على اسم جده، بينما الأم نفسها في (هاني) من زمان، ليشّتد الخلاف بين الطرفين، حتى تدخل خاله، وطرح فكرة (نسجله إيهاب، و ننده له يا هاني) كحل وسط من أجل لمّ شمل الاسرة التي كانت مُهددة بالانفصال مع إصرار كل طرف على الاسم الذي اختاره، فجُعل الورق للأب، والسماع للأم!.
عندنا وعندهم خير، فبعض الآباء الجُدد يسمي ابنه باسم (مودرن) سري، لا يعرفه إلا (الأم) والأوراق الثبوتية، بينما يُشاع في العائلة أنه أطلق علي المولود اسم قديم (لجده) أو (عمه) - للخروج من الحرج - فيعيش الطفل ينادونه باسم (جده)، بينما يكتشف الحقيقة عندما يكبر أو يذهب للمدرسة؟!.
قديماً لم يكن السعوديون يطلقون على السائق أو الخادمة (اسمه الأجنبي) بحسب الإقامة أو جواز السفر، بل كانوا يطلقون عليهم أسماء محلية يختارونها، ليسهل مُناداتهم بها، ولا يتذكرون اسماءهم الحقيقية إلا عند السفر أو مراجعة البنك لإرسال حوالة مالية!.
مازالت أقسام المواليد في المستشفيات تشهد تدخلاً ومُقترحات وخلافاً بين الوالدين والأعمام و الخوال، ومن (يعزّ عليهم) من الأصدقاء والمعارف ممن يُدلون بدلوهم في تسمية (المولود الجديد) التي باتت من أكثر القضايا حساسية، ولعل تشابه الأسماء يجعل اسم الأب أو الجد يتكرر 5 مرات في أطفال العائلة الصغيرة، و لربما كان هناك تشابه حتى في تسلسل الاسم ليكون مثلاً (محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله..) وهكذا؟!.
يُقال أن هناك (قصة خلف كل اسم)، يمكن (للأب والأم) كتابتها قبل قدوم (المولود)، بدل أن يُطلقا عليه (إيهاب)، بينما يناديه الناس بـ(هاني)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.