سعد الدوسري
هناك خلطٌ شديد لدى معظم الناس لمفهوم المسؤولية الاجتماعية. فهم يظنون أن دفع الصدقات والهبات المالية هي ما يجعل المؤسسة أو الشركة مساهمةً في هذا الجانب. والحقيقة أن المسؤولية الاجتماعية عمل مؤسساتي، له قواعده وضوابطه وآلياته.
ومن أهم ما يمكن الإشارة إليه، هو الإسهام في رفع نوعية أو كفاءة حياة الفرد المستفيد من برامج المسؤولية الاجتماعية. وهذا لا يمكن تحقيقه، إن لم يكن القائمين على تلك البرامج يملكون وعياً مجتمعياً لكل ما يدور في البيئة المحيطة، ويملكون دراسات وإحصائيات عن كل ما قد يؤثر سلباً وإيجاباً على من يعيش في هذه البيئة. ومن خلال هذه المعطيات، سيتمكن القطاع من تقديم مشاريع اجتماعية، تلبي الاحتياجات الفعلية للأفراد أو لمجاميع الأفراد.
ولكي نتحدث بشكل دقيق، فلقد كانت وزارة الصحة مقصّرة دوماً بعلاج المدمنين وإعادة تأهليهم، كون تجربتها في هذا المجال، ومن خلال مستشفيات الأمل، لم تحقق ما هو مأمول. وكانت النتيجة، أن المدمنين وأهاليهم لا يتشجعون لمراجعة هذه المستشفيات. نفس الكلام نقوله عن مستشفيات الصحة النفسية، التي لا تقل سلبياتها عن سلبيات مجمعات الأمل. ولقد حفّزَ هذا الواقعُ شركةَ سابك للتفاهم مع وزارة الصحة لإنشاء مستشفى تخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة الرياض، بقيمة 300 مليون ريال.
وفي رأيي أن مثل هذا التوجه، يمثّل النموذج الأفضل لكل ما نتحدث عنه بخصوص المسؤولية الاجتماعية، والأمل بالله ثم بسائر القطاعات الخاصة للإسهام في خدمة المجتمع بنفس العقلية، وليس بعقلية توزيعهم لنشرات الإقلاع عن التدخين، التي تفوح بسجائرهم!!