سعد الدوسري
الحالة هذه الأيام، هي حالة مدرسية بامتياز، ونتمنى أن يكون هذا الامتياز حليف كل طلبتنا وطالباتنا في نهاية هذا العام، بشرط ألاّ تكون مثل امتيازات بعض المدارس الأهلية التي لا أعرف كيف تتركها وزارة التعليم تسرح وتمرح على شهادات «العملاء»، أقصد التلاميذ.
اليوم، ثمة قصة تهدمُ ما نحاول أن نزرعه في البيئة المدرسية، من نبذ العنف والتعايش السلمي بين «أطراف النزاع»، المعلم والطالب. وأقول أطراف، لأن العنف يجمع بين طرفين، فإذا وجهنا برامجنا للقضاء على العنف عند طرف واحد، فإن الطرف الآخر سيبقى عنيفاً، وسنخسر كل الجهود التي بذلناها، فمثلاً هناك قصة المعلم في إحدى مدارس صبيا بجازان، «أبو الراشد حسين مكبش»، الذي لم يتوقع أبداً أن تعود عليه ضربة وجهها لطالب قبل ثلاث سنوات بطعنةٍ في جسده انتقاماً. كان يظن طبعاً أنها ضربة على وجه الطالب، والسلام، لكن الطالب انتظر ثلاث سنوات ليرد الضربة بطعنة.
التصرف الذي قام به الطالب لا يمت للأخلاق بصلة، والحمد لله أن زملاء المعلم أبي الراشد (شفاه الله من جراحه) تمكنوا من الإمساك به وتسليمه للشرطة لكي ينال عقابه على هذه الجريمة. ولعل هذه القصة وغيرها من القصص التي تحدث يومياً في مدارسنا المتوسطة والثانوية، تفتح باباً محفزاً لوضع آلية رسمية، يدعمها ويتابعها الوزير، لضبط سلوك المعلمين، واستبدال الضرب، مهما كان خفيفاً، واستبدال الإساءات اللفظية مهما كانت بسيطة، بسلوكيات وألفاظ إيجابية.
لماذا الدعم والمتابعة من الوزير؟!
لأن العنف في المدرسة سيخرج للشارع وللحي وللبيت، وربما للوطن.