سعد الدوسري
المعطيات التي أمامنا اليوم عن الجرائم التي نفّذها شبابٌ عشرينيون في عرعر والقطيف والأحساء والرياض، خلال الأشهر الماضية، والمتوزعة بين الاغتيال الجماعي والاغتيال الفردي والتفجير الانتحاري، لا يمكن إلاَّ أن تقودَ لحقيقةٍ واحدة، وهي أنَّ المخططَ لا يشمل مدينةً واحدة، ولا طائفة محددة، ولا أفراد بعينهم، بل هو موجه للخارطة السعودية بكاملها، ولكل من هو بداخلها، دون أيَّ تمييز، بهدف خلق الفوضى والذعر والشعور بانعدام الأمن. وبهكذا مناخ، يسهل إضعاف الانتماء وزعزعة الثقة بالقيادات السياسية والأمنية.
لقد طالبتُ أمس ألاَّ نعتبر الدينَ طرفاً في محاربة هؤلاء الشباب، فليس للدين أي علاقة بهم، وإن كانَ تجنيدهم تمَّ باستخدام الورقة الدينية. ما يجب أن نعرفه جميعاً، أو على الأقل نحاول أن نعرفه، هو أن ثمة من يضع أرضيات خصبة لوجود هؤلاء الشباب على خارطة العمليات الإرهابية. ويحق لكل الذين يسألون، بعد كل عملية انتحارية أو عملية اغتيال:
- ما هو حجم القوة التأثيرية التي استطاعت أن تحجب عقل الشاب عن كتاب الله وسنّة نبيه، وأن تجعله يقدم على قتل الأبرياء غدراً، وأن يحرم نفسه من الحياة، بضغطة زر؟! كيف يمكن لشخص أو مجموعة أشخاص أن يقنعوا شاباً مقبلاً على الحياة، بأن يكفر بالله وأن يقدّم روحه فداءً لهذا الكفر الصريح؟!
لا بدَّ من الوصول لهذه القوة أو لمن يبررها أو لمن يتعاطف معها أو لمن يتغاضى عنها. والوصول لهؤلاء يجب أن يتم عبر كل المؤسسات والأفراد، لأننا جميعاً في قارب واحد؛ ننجو معاً أو نهلك معاً.