فيما تستعد الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لإطلاق المشروع الوطني؛ للوقاية من المخدرات «نبراس»، حذر أطباء سعوديون متخصصون في أمراض القلب والمسرطنات من تأثيرات خطيرة يسببها تعاطي المخدرات، مؤكدين بأنه ثبت علميًا تأثير المواد المخدرة على أجزاء عديدة من الجسم.
وأطلق هؤلاء الأطباء تحذيرات ونصائح متكررة عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وجهوها للشباب تحديدًا، من أن تعاطي المخدرات له تأثيرات مباشرة وسريعة على القلب والكبد وتسبب السرطان.
ودفعت «أمانة مكافحة المخدرات» قبل الإعلان رسميًا عن تدشين «نبراس»، ببرامج وقائية وإعلامية ممنهجة ومتعددة تبين خطورة المخدرات على الفرد والمجتمع، وخصوصًا الشباب والشابات بهدف مواجهة هذه الآفة الخطيرة. وقال أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشئون الوقائية عبدالإله بن محمد الشريف: «لا أحد يشكك بخطورة المخدرات بكافة أنواعها على صحة الإنسان، إلا أن هذه الخطورة تتضاعف عندما يتم تصنيع بعض هذه الأنواع من المخدرات في معامل بدائية وموبوءة وتدخل في مكوناتها مواد تستخدم للتنظيف وقتل الحشرات، فمثلاً حبوب الكبتاجون بالرغم من الأضرار التي تسببها لمتعاطيها، إلا أن ضررها على الصحة يكون أكبر عندما يتم تصنيعها محليًا بطرق بدائية، فالتي تصنع في هذه المعامل هي عبارة عن أدوية وتخلط بمواد كيميائية كالفلاش والتنر والمواد الصمغية لتعطي طعمًا ولونًا يشابه حبوب الكبتاجون المستوردة، ثم توضع في قوالب لطباعة (القوسين) عليها، حتى يعتقد المتعاطي أنها حبوب الكبتاجون، وهذه أكثر ضررًا وأكثر خطورة».
وأضاف الشريف «هذه المواد المخدرة الضارة على صحة شبابنا سواء المصنعة محليًا بطرق بدائية أو التي يتم إدخالها الى بلدنا بطرق التهريب، سنحاربها ببرامج وقائية متعددة قبل أن تصل إلى هؤلاء الشباب».
من جهته، أكد الدكتور نزار الصالح أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود ومستشار أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» أن كافة البرامج التي تندرج تحت «نبراس» أصبحت جاهزة للتنفيذ.
وقال: «كل ما يتعلق في أضرار المخدرات سواء أضرار صحية أو غيرها من الأضرار، تم تصميم برامج وقائية لها، فنحن نعمل على عدة اتجاهات للتصدي للمخدرات، وبرامجنا هدفها منع وقوع أي شخص في براثن المخدرات»، مشيرًا إلى أن البرامج المتعلقة بالصحة متساوية في أهميتها مع البرامج الأخرى التي تعمل عليها الأمانة. وقال الدكتور الصالح: «تأتي هذه البرامج الجديدة التي انطلق بعضها قبل تدشين «نبراس» مع تزايد دواعي القلق والتحذيرات الطبية بأن العقاقير المخدرة، تؤدي إلى أمراض خطيرة على صحة متعاطيها، ولها انعكاسات مرهقة على أسرة المدمن وعلى كلفة علاجه».
واتفق الشريف والصالح، على أن البرامج التي تعمل عليها الأمانة تم وضعها من قبل مختصين من عدة جهات، كما تم الاستعانة بالدراسات المتعمقة بغرض التركيز على مسببات الادمان والوقوف في وجهها، بدلاً من اساليب الترهيب التي استخدمت على نطاق واسع في السابق.
من جانبه، وجه الدكتور خالد النمر استشاري واستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب، رسائل مباشرة للشباب عبر حسابه في تويتر، بقوله «للشباب فقط: سيجارة الحشيش ليست بلا ثمن.. الشباب المتناولون للحشيشة أكثر عرضة لجلطات القلب بـ5 مرات مقارنة بمن لا يستعملونها نهائيًا».
وقال في تغريدة أخرى «ثبت علميًا أن تعاطي الحشيش قد يؤثر على القلب بالتالي: تضيق شرايين القلب، التهاب عضلة القلب وضعفها، موت الفجأة، تسارع نبضات القلب، ارتفاع الضغط».
كما حذر الدكتور النمر من أضرار تشفيط غاز «الولاعات»، بقوله: «تتسبب أضرار تشفيط غاز «الولاعات» في: فقدان التوازن، ضعف عضلة القلب، ضعف الذاكرة، الاكتئاب الشديد، تغير الشخصية، تغيرات واضحة في السلوك».
وعرض صورا تظهر التأثيرات التي تسببها المخدرات على الأسنان، وكتب تعليق «صورة من أشكال تأثر الأسنان من حبوب الكبتاجون (حبوب مخدرات تسمى الابيض)».
من جانبه، قال الدكتور فهد الخضيري أستاذ وعالم أبحاث في تخصص المسرطنات»إن الكحول والتدخين والسمنة: مثلث 70 % من الأمراض القاتلة وأمراض المخ والأعصاب وتليف الكبد وفشل الكلى والرئة».
وقال أيضا في حسابه على «تويتر»: هل يعلم المدخن أنه يفقد 30 % من الأوكسجين بسبب كربون السجائر، وإن كان مصابًا بالسكر سيفقد 50 %، وهذا يسبب الجلطة وسكتة القلب بعد سن 55 لمعظمهم.
وقال في تغريدة أخرى: «معظم المدخنين يموت بين سن 55-60 بإحدى المفاجآت التالية (غير السرطان): إغماء، جلطة قلبية أو توقف القلب، جلطة ونزيف بالدماغ، جلطة رئوية».
وأشار الى خطورة ذلك، بقوله «يجزم الأطباء أنه كلما زاد عدد سنوات التدخين، تراكمت سموم السيجارة، وصار المدخن أقرب للمرض بانسدادات الشعب الهوائية والأوعية الدموية ثم الجلطة». وكان مسؤولون صحيون دوليون قد قالوا في تقارير إعلامية نشرتها «رويترز» قبل عدة أيام، إن معدلات الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي (سي) زادت بسبب تعاطي العقاقير المخدرة من خلال الحقن، وإن البيانات تشير الى تزايد معدلات العدوى بالالتهاب الكبدي الوبائي (سي) وتركزت الإصابات بين من هم دون الثلاثين.