فاطمة العتيبي
قبل أن أطلع على فتوى الشيخ المغامسي التي تكره من دخول غرف الأبناء دون إذنهم، كنت مثل كل الأمهات الحريصات أدخل غرف أبنائي لأنظفها فأرتب الأدراج والكتب وآخذ الملابس المتسخة وكان ذلك في موعد غير معلوم تعودوا على ذلك من صغرهم، لكن بعد إطلاعي على الفتوى حددت يوما معلوما لهم وأصبحت غرفهم وأدراجهم وكتبهم من خصوصياتهم لايحق لي أن أعرف عنها أكثر مما يريدون أن أعرفه عنهم.
ماذا إذن نقول لمن يلاحق المسئولين وزراء ومدراء في تحركاتهم ويرصد ويصور ويبث ؟؟؟؟
ماذا عن من يترصد للنساء ويصورهن وهن يتعرضن لتحرش أو هجوم ولايقدمه للجهة المسئولة بل يبثه للملأ ويشيع صورهن وينتهك حرمتهن وهو يدعي أنه ممتعض مماحدث لهن.
إن مجتمعنا أصيب بحالة من التوحش الإلكتروني لم يبلغها مجتمع آخر، وإن لم تجرم الدولة انتهاك الخصوصية بالتصوير والبث وتعاقب فعليا كل من يقدم على ذلك باعتبارها جريمة إلكترونية تستدعي السجن والغرامة فإن كثيرين سيجعلون بيوتهم حبسا لهم ، وهي خير وأبقى من المسير بين وحوش التقنية الضالة!