د. خيرية السقاف
قلتُ: كان الثوب أوسع مما ينبغي...,
نحيل هو المكنون فاتسع..!
وقلتُ: كان الثوب أضيق مما ينبغي...
سمين هو المكنون فانبعج..!
وكم هم أولئك الذين يلبسون ما لا يتفق وأحجامهم..؟
هذا في نطاق الأجسام..,
فما يكون في نطاق القدرات باختلافها ...,
والعقول بمقدراتها..,
والصدور بأرزاقها...؟!!
أتتسع ..,أم تضيق بما تلبس..؟!
كيف هو إنسان لا يتناسب مع أعباء يحملها..,
ومسؤوليات تناط به..,
وأمانات يكلف بها..؟!
يتسع به الثوب فيتخللها الهواء.., والغبار.., والتيه..,..؟!!
أم يضيق فتلفظ أنفاسها من شق لا يرتق.., ومنفذ لا يسد..؟!
تلك هي حكمة الاختيار لأنسب الأثواب.., والأحجام لأليق الأردية..!
فللقلوب .., كما للعقول .., كما للقدرات .., كما للصدور أثوابها .., وأرديتها ..,
حين تتواءم تتلاءم..,
وحين تتلاءم تليق بما ترتدي , ..
ويليق بها الفعل مظهراً .., ومخبراً..!
إن عرفت هذه الحقيقة حرص اللابسون, والملبسون على مواءمة الأثواب أجسادَها من العقول .., والقلوب.., والصدور..
تماماً كما يكون من حال اللباس عند اختياره رداء للجسد الخارجي للإنسان..,
ذلك الثوب الرمز لما في داخله..!!