د. خيرية السقاف
بلى إنها ابنة هذه الأرض..، وهؤلاء الناس...
«بهيسة العربي»،..
وبين أيدي زوجات المستقبل، أمهات الغد، من سيؤسسن البيوت، ويمددن المجتمع بأبنائه..
وقفت في جامعة الدمام تروي لهن قصة السخاء، والتكافل، والمحبة..
السخاء بتكاليف زواجها، والتكافل مع فقراء قرية نائية في «جيبوتي» البلد المسلم البعيد الفقير، والمحبة لعمل الخير الذي هو طاعة لله، وارتجاء لوجهه الكريم..
ولئن أخذت في التحريض الجميل فإنه حث للاتباع وللاقتداء...
«بهيسة العربي» ابنة مدينة الخبر النابضة،
لم تكن لتفعل بأريحية، واطمئنان هذا الذي فعلته، لولا أنّ رجلاً شهماً، سخياً، أيضاً وقف بجانبها،..
إذ هما بدل الطبول، والبخور، والأضواء، والبهرجة، وطاولات الطعام، وبذخ بقايا الحفل، كان هناك اللقاء بينهما، وفقراء القرية الجيبوتية النائية..
أولئك العطاشى، المتلهفون على السقيا، المحتاجون للرّواء،...
فذهبا إلى حيث شقَّا بتكاليف حفلهما شبكة مياه ليرويا عطشى، ويسقيا يبابا..!!
فتدفق الخير..، عمّ الرّواء..، شرب الفقراء..!
إنه تكافلٌ ما بعده، ولا قبله أجمل، ولا أروع مما فعلاه بهيسة، وزوجها، في زمن جفّت فيه خضرة الكفوف، وذبلت فيه أغصان السخاء، وندر فيه امتداد ظل الإيثار بوارف عرائشه..!!
تحية إكبار لهما «بهيسة العربي»، في خبر الخير، وزوجها في رفقة البركة..،
ودعوة للنفوس على الاقتدار بالاقتداء..
بارك الله لكما حياة يعمُّها رخاء الرضا النفسي،
ويعمّكما رضا الخالق العظيم..