عبد الكريم الجاسر
حدث ما توقعته تماماً وفاز النصر على الهلال، وتوج باللقب الثاني على التوالي.. وبعيداً عن الأخطاء التحكيمية التي حدثت في المباراة من قِبل طاقم التحكيم الأجنبي.. أقول رغم كل ذلك إلا أن الهلال لم يكن يستحق الفوز على النصر، وكانت مؤشرات الخسارة بادية منذ أكثر من عشرة أيام.. فقد قلت في برنامج الملعب الأسبوع الماضي أو الذي قبله إن الأجواء المحيطة بالهلال إعلامياً وجماهيرياً، وعلى مستوى اللاعبين تُؤكد أن الفريق سيخسر من النصر، فالتهكم والسخرية والاستهزاء وعدم احترام الخصم وغياب العمل الإداري الذي يُوجّه الدفة، ويقف أمام كل ذلك سيدفع الهلاليون ثمنه في الملعب.. وقد كان - بكل أسف - فريقاً متوتراً ولاعبين بدون هدف ولا رغبة ولا تكاتف ولا تعاون ولا إخلاص، بل إن بعضهم وتحديداً - نيفيز والشمراني - لا يُرجى منهم أكثر مما قدموا وظهروا به من لا مبالاة واستهتار وعدم اكتراث بفوز الفريق من عدمه.
* * إن تحقيق البطولات والإنجازات والفوز في المباريات الكبيرة يحتاج رجالاً على قلب رجل واحد.. ويحتاج تضحية وإخلاصاً واحتراماً للشعار وبذل الغالي والرخيص له وتعاهداً على الفوز، وقبل ذلك يحتاج عملاً إدارياً حقيقياً يُحاسب ويُناقش ويقود المجموعة.. وللأسف فإن بعض الزملاء البسطاء عندما كانوا يتحدثون معي عن وضع النادي إدارياً، وأن الأمور أصبحت جيدة وتحسن الوضع قلت لهم حرفياً إن الأمور لا تُقاس وقت الرخاء والانتصارات السهلة والمباريات التي بدون ضغوط.. وحتى يصبح تقييمك أكثر صدقاً يجب أن يكون بعد أن تمر بعدد من المباريات الصعبة والقوية والكبيرة حتى تعرف من خلالها نوعية العمل المقدم.
وباختصار، فإن الهلال ظهر أمام النصر نتاجاً طبيعياً لحالة الانفلات الكبرى التي يعيشها اللاعبون على الصعيد الإعلامي والتفاعلي مع الجماهير وحالة عدم التركيز التي يعيشها الكثيرون منهم بعيداً عن أرض الملعب.
وفي مرات كثيرة تحدثت مع أطراف عديدة أن تحقيق البطولات يحتاج عملاً كبيراً يبدأ من اللاعبين وينتهي بهم.. فهناك من لا يعنيه فاز الفريق أو خسر طالما هو يعيش نجماً ويحظى بثلة من أنصار ما دون العشرين يعملون على ترقيعه وترفيعه بالتصاميم والأهازيج بمناسبة وبدون مناسبة.
حقيقة وضع الهلال بالنسبة لي واضح جداً وعودته سهلة جداً جداً، لكنه بحاجة لمن يدرك ذلك.. الهلال بحاجة لنوعية العمل الإداري الذي كان يقوم به سمو الأمير محمد بن فيصل، فقد عمل خلال فترته وحصد الأخضر واليابس بعمل يومي مع اللاعبين والمدربين، وقاد المجموعة ميدانياً وتصدى لكل شيء بنفسه ووحّد اللاعبين خلفه وانتشل الفريق من وضعه آنذاك ليفوز بكل شيء.
ولذلك، فالهلال أحوج ما يكون للإداري الذي يقوم بالعمل بنفس الطريقة ويتصدى للمهمة بشجاعة ومقدرة وثقة، حيث استخرج من اللاعبين أقصى ما لديهم مع أنصاف مدربين ومساعدي مدربين، لأنه يؤمن أن اللاعب هو كل شيء، وعليه أن يلعب داخل الملعب وينتصر ويضحي ويفعل كل شيء مقابل ما يحصل عليه من أموال.
هذه هي الحقيقة.. وعلى من يعتقد غير ذلك أن يترك النادي ويترك المجال لغيره!
لمسات
* * لن يعيد الهلال للواجهة مجدداً سوى محمد بن فيصل.. فقد أبعد الهلاليون - إعلاماً وجماهير - كل الرجال الذين كانوا يقودون النادي ويدافعون عنه.. وحتى أعضاء شرفه هاجموهم وأبعدوهم، وها هو الهلال الآن يمشي وحيداً!
* * النصر هو من يبحث عن البطولة.. والهلال المباراة لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، ومع ذلك كان الهلال هو المتوتر والمهزوز، والنصر الأهدأ والأفضل في التعامل مع المباراة.. إنه فارق العمل الإداري!
* * أرجو أن لا تتسبب المجاملات في إنهاء ما تبقى من الهلال بتكليف إدارة ضعيفة تقضي على البقية الباقية.. فالهلال كيان كبير يجب أن يقوده أفضل رجالاته وأقواهم حتى يتمكن من مواجهة كل ما يُحاك ضده .