فاطمة العتيبي
نشرت يوم أمس صحيفة ليزيكو الفرنسية نقلاً عن اسوشيتد برس، تعليقاً على القرار التاريخي الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، بتعيين صاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد السعودي، واصفة إيّاه ببطل مكافحة الإرهاب .ومعتبرة أنه القرار الأقوى حيث أعلن دخول الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة، وهو ما يعني بث التجديد والتحديث في الدولة السعودية المستقرة.
ومحمد بن نايف (55) سنة هو الشخصية الأشهر على الصعيد الداخلي السعودي فقد قترن اسمه بالأمن، ويعول السعوديون على سموه الكثير في تخليصهم من الفكر الجهادي المنحرف الذي أودى بشباب كثر وأثار موجات عنف شهدتها البلاد خلال العقدين الماضيين.
تراءت لي حال سماعي القرار الملكي السلماني بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد السعودي - تراءت لي تلك الليلة الباردة التي لا تنسى من ليالي شتاء 2004 في حي المصيف شمال الرياض، أحتضن أطفالي بينما زوجي كان في دوام مسائي في مجلة الأمن في وزارة الداخلية.
كان دوي الانفجارات قريباً جداً ، كنت أسمع صوت الرصاص وهو يلاحق فلول الإرهابيين يختلط مع بكاء أطفالي وهم يتشبثون بي، عرفت لأول مرة معنى الخوف الحقيقي، تذوّقت مذاق الهلع، وأدركت معنى الأمن وقيمة استقرار الأوطان. كان زوجي حينها الإعلامي فواز أبو نيان يعد ملفاً صحفياً في المجلة عن الإرهاب، ساهم ذلك بأن أقرأ وأسمع وأتناقش فتابعت البحث في هذا الموضوع وأصبح من أهم اهتماماتي مع التعليم، خاصة مع ثبوت ضلوع بعض عناصر التعليم في التأثير على المراهقين والإسهام في انحرافهم نحو الإرهاب في محاضن الأنشطة الطلابية وعبر المنهج الخفي .
حينها كتبت أول مقال عن الإرهاب النسائي وتناقلته صحف عالمية ومواقع إنترنت داخلية وخارجية، فلم يكن أحد حينها يشير إلى دور المرأة في الإرهاب تحفظاً واحتراماً للتقاليد.
مع تتابع عمليات مكافحة الإرهاب ظهرت شخصية صاحب السمو الملكي محمد بن نايف كمحارب حقيقي للإرهاب وخبير في التعامل مع الخلايا الإرهابية وإجهاض مخططاتها، وضرب سليل نايف بن عبد العزيز بيد من حديد على الإرهاب ومؤيديه في السعودية، وقاد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ولايزال وسيظل.