موضي الزهراني
من القرارات الملكية الهامة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين « صرف راتب شهر لمنسوبي القوات المسلحة والأمنية « هذا القرار من القرارات الانسانية بالدرجة الأولى، لأنها تمس شريحة مهمة على مستوى العالم، ولا يمكن لأي كان أن يقلل من شأنها ومن مكانتها، ودورها الحساس في أي دولة بالعالم ! لأنها شريحة من موظفي الدولة تمارس واجباً وطنياً لا يستهان به، واجباً تحفه المخاطر في جميع الأوقات، ولجميع منسوبي هذا القطاع الأمني باختلاف مهامه وواجباته، وباختلاف مراتبهم العسكرية لأن من عظمة دورهم هو « الحفاظ على أمن الوطن، وتحقيق الأمان للمواطنين « هؤلاء من يحمون، ويدافعون، ويسهرون داخل الحدود وخارجه، يستحقون الدعم المادي والمعنوي بدون تردد، فما يقدمونه من جهود عظيمة لا تقارن بالجهود الأخرى، وعاصفة الحزم كانت أكبر برهان لدورهم الوطني العظيم الذي لا يلامسه ولا يشعر بمعاناته إلا من يتعايش معهم مباشرة، فكانت عاصفة الحزم المحرك الرئيسي لقلوب المواطنين البعيدين جداً عن واقع العسكريين بمختلف أدوارهم سواء كانوا في المجال الأرضي أو الجوي، وطالبوا بدعمهم بمطالب كثيرة هم أولى بها من غيرهم، خاصة أنهم العين الساهرة لتحقيق أمن الوطن في السلم والحرب، واذا ما تم اشباع احتياجاتهم الرئيسية فإنهم لن يشعروا بالاستقرار النفسي والأسري، وقد لاحظنا جميعاً بأن الكثير من العسكريين الذين استشهدوا في عاصفة الحزم، أو تعرضوا لعمليات ارهابية، بأن مستواهم المادي دون المتوسط، وأن أسرهم لديها ظروفها الخاصة، وكثير منهم قد لا يحمل شهادات جامعية بسبب ظروفهم المادية والأسرية التي دفعتهم للالتحاق بالسلك العسكري مبكراً!. الى جانب أن هناك بعض النساء المُعنفات «اللاتي تعاملت معهن في مجال الحماية الاجتماعية « زوجات لعسكريين وبالذات من هم في الدرجات المتوسطة وما دون، ولكن قد لا يكون العنف نهجهم في التعامل مع زوجاتهم وأبنائهم، بقدر ما تكون الظروف الصعبة التي يعيشونها اضافة لعملهم الحساس من الدوافع التي تدفعهم لاشعورياً للتنفيس عن تلك الظروف الضاغطة عليهم نفسياً باستخدام العنف مع أسرهم ! ولثقتنا الكبيرة في ولي العهد أطال الله في عمره صاحب السمو الملكي محمد بن نايف لشخصيته الأمنية المميزة، ولحرصه الشديد من واقع مسئوليته الأمنية الواضحة على مستوى العالم، فإنه بلاشك لن يغفل اعادة النظر في أوضاع رجال أمن الدولة وبخاصة المحتاجون للك من حيث تحسين أوضاعهم المادية والمعيشية والعلمية لكي يتم تعزيز مكانتهم أمام القطاعات الأخرى، وأمام أنفسهم قبل كل شيء، فالنفس المتهالكة بالمشاكل والحاجة والظروف الصعبة لن تستمر في تحقيق ما كُلفت به من مسئوليات عظيمة!
ولأنهم يستحقون الدعم والتقدير والتكريم، فالكل يطالب وينتظر ذلك.