طهران - احمد مصطفى:
انطلقت في طهران امس الجمعة تظاهرات عمالية حاشدة بمشاركة كثيفة لعمال شتى القطاعات بعد توقف دام ثماني سنوات احياء ليوم العمال العالمي ؛ ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات تطالب بتحسين اوضاع العمال المعيشية ورفع الرواتب وتعديل قانون التقاعد وطرد العمال الاجانب ودعا المشاركون في المسيرات من خلال لافتات رفعوها على امتدادها الى تأمين عمال البناء وضمان العمل الآمن في الورشات وتشغيل العمال الايرانيين بدل الاجانب.
وسمحت حكومة روحاني للمسيرات العمالية بالانطلاق بعد توقف دام 8سنوات في عهد الرئيس السابق احمدي نجاد ؛ وتجمع البوليس حول المظاهرات التي تجمعت حول نقابة العمال في شارع ابي ريحان وسط طهران وتم في ختام المسيرات قراءة بيان دعا فيه العمال الى زيادة الاجور ورفع معاش المتقاعدين وتطبيق قوانين العمل والتقاعد بصورة دقيقة.
وكان المرشد علي خامنئي قد انتقد حكومة روحاني بسبب اعتمادها على سياسة رفع العقوبات من خلال الاتفاق النووي في لوزان وقال خامنئي امس لدى لقائه عددا كبيرا من العمال : ان مفتاح حل المشاكل الاقتصادية في ايران لا يتواجد في لوزان أو جنيف و نيويورك، بل في داخل ايران ودعا خامنئي الحكومة الى ضرورة تطوير العملية الانتاجية في الداخل الايراني ومنع استيراد الحاجات التي يمكن انتاجها في الداخل وقال : ليس من الصحيح تبرير عدم تنمية العمليات الانتاجية والقائها على شماعة الحصار الاقتصادي واضاف : ان توسيع العملية الانتاجية في الداخل ممكن حتى في ظل ظروف الحصار بشرط توفر الارادة القوية ؛ كما انتقد خامنئي انتشار الاتهامات بين المسؤولين في موضوع (الفساد الاقتصادي) وقال : ان نشر تلك المسائل من دون ردع المجرمين والسارقون لافائدة منها واضاف: نقرأ في الصحف عناوين كثيرة عن السرقات لكن لانري تنفيذ حازم للعقوبات للحد من انتشار الفساد الاقتصادي ) وتراهن حكومة الرئيس حسن روحاني علي المباحثات النووية بأنها العصا السحرية التي ستنهي كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في ايران من خلال اتفاق لوزان النووي الذي لايتعلق بالملف النووي فحسب بل سيحل الكثير من المشاكل ؛ وحذر الرئيس روحاني خصومه في الداخل قائلا: علي تجار العقوبات الاقتصادية ان يجدوا لهم وظيفة اخري غير وظيفة المتاجرة بألالام الشعب بسبب الحصار ) وتتهم حكومة الرئيس روحاني خصومها المحافظين بالاعتياش على الحصار الاقتصادي من خلال أستثمار (الاموال القذرة: وهي الاموال التي استثمرت في مشاريع محرمة مثل المخدرات وغيرها ) في الحياة السياسية وقد هدد وزير الداخلية رحماني فضلي بكشف اسماء السياسيين المحافظين لكنه تراجع امام البرلمان بعد تهديدات من المؤسسات الاصولية وتتجمع امام البرلمان بين اسبوع واخر اعداد من العمال من مجالات متعددة للمطالبة بتحسين ظروفهم المعاشية واعادة رواتبهم ؛ وبسبب الظروف المعاشية المتدهورة انتشرت في ايران ظاهرة الانتحار الشخصي فقد ذكرت وكالة ايلنا العمالية اليوم عن قيام عامل في صناعة الادوية يدعى علي اكبري بإلقاء نفسه من الطابق الرابع في معمل صناعة الادوية غرب طهران وتوفي في الحال بعد ان امتنع رئيس المعمل عن منحه قرض مالي فيما ذكرت الوكالة ان فتاة (40) قد القت بنفسها من الطاق الخامس في برج ميلاد غرب طهران احتجاجا على ظروفها المعيشية المتدهورة.