موضي الزهراني
اختلفت ردود الفعل مابين مؤيد ومعارض بعدما نادى سماحة مفتي المملكة العربية السعودية بإلزامية تجنيد الشباب لأهمية إعدادهم كقوة رادعة ومانعة لأي اعتداء خارجي، وبالرغم أن مطالبته لها أسبابها المنطقية من حيث تأهيل الشباب لأي طاريء خارجي يداهم وطنهم يكونون على استعداد نفسي وجسدي مناسب للحدث، إلى جانب صقل شخصياتهم لكي تكون متماسكة وقت الأحداث الطارئة ، ولايكون تدخلهم عشوائياً تطغى عليه «سلوكيات الحماس والفزعات» التي قد تتسبب في خسائر أكبر! فالتجنيد من المطالب الهامة من وقت رسولنا الكريم وصحابته، ولوصية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه للآباء بقوله: (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) لما لهذه الفنون من أهمية في اكتساب القوة البدنية والفكرية لصد؟ العدو خاصة أن القوات البرية لدينا لاتقل أهمية عن القوات الجوية الحديثة في تقنياتها! فالمعارضون الذين برروا رفضهم للتجنيد الإلزامي بأننا في عصر التكنولوجيا واستخدام المقاتلات الجوية بدون راكب، وأن هذا التجنيد لايناسب التقدم في الفنون القتالية الحديثة ، فاتهم بأن التجنيد لن تتوقف فائدته على المشاركة في القوات البرية فقط ، بقدر ماهو توجه ديني ووطني أيضاً لتغيير نمط حياة الشباب والفتيات المليء بالفراغ والتفاهات السلوكية والفكرية والتي طغت على السطح العام، وبرزت أكثر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة ، مما يؤكد بأننا في زمن لاتحمل دلالاته الخير بحق مستقبل شبابنا الذي أثقل أيامه، واستغل وقته بالتصوير في مواقع التواصل ونقل السخافات والإشاعات والتقليد الهزيل والمسيء للغير ، فهذه النماذج من الشباب والفتيات بحاجة لتغيير نمط حياتها لماهو أقوى وأفضل لواقعهم الهزيل في وقتنا الحاضر والشواهد كثيرة ومنها:-
- سوء التصرف في المواقف الطارئة للشباب والفتيات سواء في الجامعات أو الأماكن العامة، حيث يسيطر عليهم الهلع والذعر وارتفاع الصيحات لأبسط موقف كمثال (اندلاع حريق، أو توقف المصعد الكهربائي، أو اختناق أحد المقربين منهم)!
- الفراغ الكبير الدي يعانون منه بسبب رفاهية كثير منهم، وسيولة المادة في إيديهم، وتعاطي كثير منهم المنشطات والمخدرات، وضياع أوقاتهم بالتجمعات في الاستراحات أو التسكع في الأسواق ومطاردة الفتيات، وانتشار ظاهرة التفحيط بين البعض منهم والتي أساءت لأمن البلد وأمانه!
- أيضاً الاتكالية على العمالة في أبسط الأمور لدرجة أن الكثير منهم لايستطيع النزول من سيارته لأخذ حاجته من المحل الذي أمامه!
فهذه الأمثلة البسيطة تجعل المطالبة بالتجنيد للشباب واجبة وخاصة بعد سن الثانوي ، ومنحهم الفرصة بعد ذلك لإكمال تعليمهم ، وكذلك الفتيات تدريبهن على التدخل الصحيح في الأزمات سواء في التمريض أو الإنقاذ مما يساهم في صقل شخصياتهم والاستفادة منهم في الكثير من مرافق البلد عند حدوث أي طارئ يحتاج للتدخل والإنقاذ.