خالد الربيعان
هي حكمة نقولها في الحياة عامة وكرة القدم خاصة: أعقد المقارنات..ثم أضحك من المفارقات..! فنظرة منك على حالنا الرياضي في عصر الوكلاء والوسطاء ثم أعقبها بنظرة تتبع هذا وذاك في أوروبا وأنظر لكم المفارقات والمضحكات.. وعن سبب ذلك يا عزيزي فلا تسل!
في إسبانيا هناك مبني كاملاً ومنظمة لها اسمها ولها أفرادها وموظفوها ومديروها وخططها من أجل لاعب واحد هو رأس مال الشركة وأملها في تحقيق النجاح في مجال التسويق الرياضي. هذا المبنى بجميع موظفيه يهتم بهوية لاعب عملاق أمام العالم الرياضي كله بأنديته ومنظماته وشركات الإعلان والمستثمرين كطرف جل اهتمامهم في ذلك المبنى عليه فقط إنه رونالدو..
الاحترافية في دور الوسيط الرياضي أوروبيًا وعالميًا.. وعن مقابله عربيًا يمكننا أن نسود الصفحات تلو الصفحات..فهناك يكون وكيل اللاعب منظمة تسويقية كاملة.. وهنا يكون الأب أو الشقيق أو الجاهل بعام الوساطة الرياضية هو المتحدث الرسمي للاعب!
هناك نسمع من «خورخي مينديز» وكيل رونالدو تصريحًا يقول فيه بعد أحد المباريات التي شوهد فيها رونالدو حزينًا لا يحتفل بأهدافه بعد تسجيلها: «أعرف سبب حزن رونالدو فمن يعلم علاقتي برونالدو، يدرك أنها علاقة وطيدة دائما»!
هنا وفي هذه الأيام رأينا وسيطًا ولاعبًا وأبيه وبدون أدنى أبجديات إدارة اللاعبين يغربلون صفقة قد تنتهي بإنهاء مستقبل اللاعب ليضع اسمه ومكانته على المحك وناديًا كبيرًا على المستوى العربي في حرب إعلامية لا ناقة له فيها ولا جمل!
لا بد أن نعرف دور الوسيط من الأساس الذي اعتقد أن تعريفه غائبًا عن أذهان غالبية من يقومون بهذا الدور عربيًا.. فالوكيل لا يقتصر عمله على تسويق اللاعب لموسم وجني الأرباح من اللاعب وكفي كما لو كان اللاعب عقارًا يتم المتاجرة به حتى يتم شراؤه!..بل إن الأمر يتعدى ذلك ليشمل عدة مصطلحات ومفاهيم منها الاستمرار مع اللاعب وتعزيز هويته الإيجابية لدى المجتمع وتسويقه بالشكل السليم.. والمحافظة على الهوية الإعلامية والاحترافية وسمعة اللاعب فلا يزج باسمه في صفقات وهمية تشوه اسمه وتهدد مسيرته الاحترافية.. أن يضع الوكيل الأرباح المادية جانبًا بعض الوقت فهناك بعض المواقف التي تستدعي ذلك.. أن يضع اسم الأندية وسمعتها في الحسبان لأن صورته هو نفسه كوكيل للاعبين ومصداقيته في الوسط الرياضي تتأثر برأي الأندية فيه ومدى تصديق إداراتها له مما يؤثر في التعامل معه إلى نهاية مسيرته!
أخيرًا في كلام أحد رؤساء الأندية الإيطالية عبرة نستفيد منها..فكلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو يهاجم وكلاء اللاعبين ويتهمهم بالجشع وانعدام الأخلاق بعد أن صرح وكيل أحد لاعبي النادي عن رحيل مدافع الفريق مجانًا بنهاية الموسم لنادي نابولي وعدم تجديد عقده مع الفريق! قال لوتيتو لمحطة سكاي سبورت «هؤلاء الأشخاص الذين يسمون أنفسهم وكلاء لاعبين هم مثال للجشع وتدمير كل شيء لخدمة مصالحهم الشخصية».
فإذا كان هذا هو رأي رئيس أحد أكبر الأندية الأوروبية في الوكلاء الأوروبيين والذين يطبقون مفهوم الوكالة والوساطة بشكل أقرب للاحترافية من أي أحد آخر.. فالسؤال هنا هو ماذا يكون رأيه في وكلاء اللاعبين العرب إذا رأى ما نراه وسمع ما سمعناه!