علي الصحن
اللجان الخمس التي أُعلِن عن تشكيلها يوم الاثنين الماضي يجب أن تكون النواة الحقيقية لتطوير الرياضة السعودية، والعودة بها إلى الواجهة بعد غياب طويل، خاصة بعد أن عجزت معظم الاتحادات الرياضية عن تحقيق شيء طوال السنوات الماضية رغم التغيير الذي طال القائمين عليها وانتقالها من عالم التعيين إلى عالم الانتخابات!!
اللجان الخمس والقائمين عليها يجب أن يكونوا عند حسن الظن بهم -وهذا ما نحسبه-وأن يعملوا بجد من أجل تحقيق ما هو مطلوب منهم، والا يكون عملهم امتدادا للجان سابقة لم تقدم أي شيء سوى الوعود.
لن نستعجل اللجان الخمس ولن نطلب منهم إحداث نقلة نوعية في مسيرة الرياضة السعودية ما بين عشية وضحاها، ولكن الشارع الرياضي أيضاً يأمل أن يشاهد ثمرات العمل تتوالى عليه حتى تأخذ أهداف هذه اللجان شكلها النهائي وتصبح واقعاً وتسهم في رِفعة الرياضة السعودية بكل ألعابها ومناشطها قولاً وفعلاً!!
في السنوات الماضية تم تشكيل لجان مختلفة وتسمية برامج متنوعة كلها كانت تهدف إلى تطوير الألعاب السعودية، وكانت الوعود والأماني تسبق اللجان، وفي النهاية كان الواقع مؤلماً والنتيجة سلبية وما من فائدة تحققت.
اليوم يجب أن يدرك القائمون على اللجان الخمس ذلك، وأن يسعوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً إلى خلق بيئة رياضية سليمة تقوم على أرضية صلبة تقود ألعابنا ومنتخباتنا إلى فضاءات أرحب ونتائج أفضل... يجب أن يكون هناك حد لانكسار النتائج والإخفاقات التي توالت خلال المواسم السابقة... غني عن القول: إن الشارع الرياضي لن يسامح من منح الفرصة للعمل وحصل على كل الدعم ولم يحقق شيئا ولم يقدم أي إضافة.
البرامج الرياضية.. خلل في خلل
أكثر ما تعاني منه البرامج الرياضية هو ضعف مستوى الإعداد والتقديم بها، كل من هب ودب أصبح اليوم معداً في برنامج أو مذيعاً في آخر، وبعضهم يتولى مسئولية كل شيء، فيظهر برنامجه مملاً باهتاً عاجزاً عن الحوار العميق والنقاش الهادف.
مشكلة بعض القنوات أنها تريد أن تملاْ ساعات البث دون السؤال عن كيف يتم ذلك، ودون وجود خطة مهنية محكمة تدير العمل، أسماء غير معروفة في دوائر الإعلام قد تأتي بها علاقاتها لتتصدى لإدارة البرامج دون أن تملك أي مقومات كافية لذلك، وأسماء عُرفت في مجال إعلامي ذهبت بها الأيام إلى مجال آخر ولأن القدرات (محدودة) والتأهيل لا يتجاوز القدرة على (صفصفة) الحكي فقد أصبح هؤلاء مذيعين يديرون الحوار... وسرعان ما يغرقون في شبر ماء ويعجزون عن علاج أي مشكلة تطرأ في الحوار.
ما يحدث من سقوط في بعض البرامج كان يمكن علاجه في وقته لو كان هناك مذيع ومعد جيد ومدرب للتصدي لأي حديث، ولو كان هناك مذيع سريع البديهة يعرف كيفية إيقاف الحديث في الوقت المناسب ويستطيع قراءة أفكار ضيوفه بشكل جيد.. لكن بعض البرامج ابتليت بمذيعين كل مؤهلاتهم (علاقات) وصداقات، ولا يعرفون أي شيء عن فنون إدارة الحوار، ويكتفون بالابتسامة المصطنعة بكل بلادة حتى تخالف تعابير الوجه ما يقوله الضيف دون تفاعل، وبعضهم يطلق العنان للضيف ويكتفي بالاستماع لتعليمات المذيع وتوجيهات المخرج، فالأهم ملء ساعات البث، وتقديم أي شيء... أي شيء، والقنوات طبعاً لا تفكر في تدريب منسوبيها ولا الرفع من مستوى تأهيلهم إطلاقاً.
في الفترة الأخيرة ضجت بعض البرامج بعبارات ساقطة واتهامات رخيصة... ودائماً كان المتحدث في واد والمذيع في واد آخر، وإذا كانت القنوات والقائمون عليها عاجزين عن منع الفعل وتحقيق ردة فعل مناسبة، فعليها على الأقل أن تختار ضيوفها ومن يتحدث في برامجها بعناية، ولا أظنها قادرة أيضاً على ذلك!!
ألقاب دون حساب
مجتمعنا الرياضي يحب إسباغ الألقاب على الأندية ولاعبيها وإدارييها ومدربيها، لا يوجد لاعب ولا ناد بدون لقب، ولفرط ما نلقي الألقاب على أي أحد أصبح هناك عجز في الألقاب الأمر الذي دعا البعض إلى استخدام ألقاب سبقهم إليها آخرون، وهناك لاعبون وأندية يحملون أكثر من لقب (!!) وهناك من يحتج على هذه الألقاب!! والأغرب أن هناك من يبذل جهودها لتوثيق ألقاب يثبت البحث والتحري عدم مصداقية مسبباتها.
مثلاً.. يسمي بعض النقاد لاعباً بأنه هداف آسيا، وعندما تقلب في دفاتر الاتحاد الآسيوي وبطولاته تجدها خالية من أي ذكر لهذا اللاعب، ويسمي آخرون لاعبهم بالأسطورة رغم أنه لم يحقق شيئاً على المعشب الأخضر، فلم يسجل في مونديال، ولم يسهم حتى في تحقيق كأس الخليج!! ويردد آخرون بأنه نجمهم أفضل لاعب في آسيا رغم أنه لم يحقق هذا اللقب إلا على صفحاتهم أما في الواقع فلا شيء يحتفظ به تاريخه.
معظم اللاعبين يحمل ألقاباً ومسميات لم يحملها نجوم العالم، وأسهل شيء اليوم أن توزع الألقاب، وستجد من يتلقفها، ويصيرها إلى واقع، ويعمل بكل جد من أجل إقناع الناس بها، رغم أن ما يقدمه حامل اللقب لا يساعد على ذلك.
لقد انشغل البعض في الألقاب والجدال عليها، وبدا أن هناك سباقا محموما للفوز بأكبر عدد منها... لذا لا غرابة أن يصادر البعض ألقاباً عرف بها لاعبون وأندية طوال الحقبة السالفة من الزمن... ومن يدري فمع هذا الاندفاع ربما يسرقون أسماء الأندية، وكل شيء جائز في صِحافة قد تعرف كل شيء إلا الصِحافة.
مراحل.. مراحل
- المشكلة التي يجب أن يعرفها الهلاليون جيداً أن فريقهم لا يملك البديل الجيد الذي يؤدي 80% من دور اللاعب الأساسي، والمفترض أن يبدؤوا العمل على علاج هذه المشكلة اليوم قبل الغد.
- أي فريق لا يملك صف احتياط كافيا سيتوقف يوماً ما ولن يكون بمقدوره المنافسة مهما بلغت قوة فريقه الأساسي.
- وصف بعض المعلقين للأهداف وصراخهم على كل كرة مبالغ فيه لدرجة الرغبة في كتم الصوت.
- بعض المعلقين مثل معلق لقاء الهلال والرائد يقدم معلومات خاطئة ثم يعتذر.... لماذا لا يتأكدون من البداية ولن يكلفهم ذلك شيئاً.
- من مصلحة الدوري السعودي أن تتأهل له فرق جماهيرية وذات تاريخ مثل الوحدة والقادسية.