خالد الربيعان
قليلاً ما نرى في بلادنا العربية أمثلة تسويقية رياضية مثل تلك التي نراها في أوروبا وأمريكا اللاتينية، في نوفمبر 1987 أقام النادي الأهلي السعودي أول حدث تسويقي فريد شهدته أرض المملكة العربية السعودية والخليج، ولكنه لم يتلق التسليط الإعلامي الكافي وقتها نظراً لقلة وسائل الإعلام العالمية وعدم وجود أخرى مثل الإنترنت، بالتالي فوجب التذكير بها والكلام عنها !
بمعايير اليوم لو قلنا إن ميسي سيلعب مباراة بقميص نادي الاتحاد أو النصر أو الهلال غداً في السعودية، فما هي نسبة الضجيج الإعلامي والكروي والعالمي على هذا الخبر ؟! بالتأكيد سيتعدى كل الحدود!، وهذا ما حدث بالفعل في الثمانينات من القرن الماضي!
كان مارادونا ينفرد بعرش النجومية في عالم كرة القدم، وبعكس ميسي كان لا وجود لمنافسين له على القمة الأمثل رونالدو مثلاً، إدارة الأهلي السعودي وبفكر تسويقي سبق عصره وسبق الكثيرين قامت بالاتفاق على حدث تسويقي رياضي كبير جداً في إطار الاحتفالات باليوبيل الذهبي للنادي , أي مرور 50 سنة على إنشائه، كان بطل هذا الاحتفال هو مارادونا!
أقيمت المباراة الاحتفالية بين الأهلي وفريق بروندبي الدانماركي الشهير وقتها، كان متخم بالنجوم على رأسهم الأخوين المخضرمين مايكل وبرايان لاودروب، والحارس الأسطوري «شمايكل»!
الأهلي ضرب كل معايير التسويق الرياضي وقتها وتعداها، أعلن قبلها بفترة كافية عن الاحتفالية، روج لها جيداً في وسائل الإعلام، أعلن عن القنبلة الإعلامية وقتها بوجود مارادونا في الحفل، أتي مارادونا هو وعائلته إلى المملكة ليستقبل استقبالاً عالمياً، حتى الناقل الرسمي له كان إعلاناً لصالح أحد رعاة الحدث وهو سيارات «كاديلاك»، ثم الإقامة في أفخم فنادق مدينة جدة!
أقيم مؤتمر صحفي عالمي حضره الصحفيون الرياضيون المخضرمون كان يتكلم فيه مارادونا ويترجم له آخر وفي الخلفية الراعي الرئيسي « بيبسي»، والتي كانت تضع شعارها أيضاً على قمصان الأهلي في المباراة وداخل ملعبها !!
بيعت تذاكر التدريبات على ملعب الأهلي وتذاكر المباراة ونفذت جميعها وكان هناك إعلان لشركة بيبسي على ظهر هذه التذاكر، وامتلأت المدرجات بالتمارين والمباراة أيضا لمشاهدة مارادونا!، كانت خريطة البث التليفزيوني للمباراة تشمل آسيا وشمال أفريقيا وإيطاليا أيضاً التي أتى منها مارادونا الذي كان لاعباً بـ نابولي وقتها، الشعب الإيطالي أيضاً شاهد تلك المباراة !
فاز الأهلي في تلك المباراة بخمسة أهداف لهدفين، سجل مارادونا هدفين من الخمسة مازال عشاقه يتداولونها على شبكة الإنترنت حتى الآن! ولا زلنا نقف عند عام 1987 في التنظيم ولم ننظم أي حدث عليه القيمة سوى بعض الاعتزالات.
ما أريد قوله الآن هو أن الدول المجاورة لنا بدأت بتسويق وبتنظيم المباريات العالمية كمباراة البرازيل والأرجنتين وبطولة لسوبر الإيطالي في قطر ومعسكرات ومباريات ريال مدريد واسي ميلان في دبي وجل جماهيرهم هم الجمهور السعودي.
المسوقون الجهابذة بالفكر القديم الذي تربوا عليه في الرياضة السعودية قالوا للجمهور السعودي: لعلكم تكتفون بمباراة عجائز البرازيل والسعودية لتستمتعوا!