عماد المديفر
هكذا، وفي غمضة عين تهاوت أحلام عدو اليمن والعرب والمسلمين، وفشلت خططه التخريبية التي عمل عليها منذ ثلاثين سنة. لقد تحطمت آمال النمر الورقي الذي أصم آذاننا بدعايته التي أخذت تنفخ في قوته الفارغة،
وتتغنى بـ«تمدد نفوذه» داخل الأمة العربية، وبسط سطوته على العراق وسوريا ولبنان، ثم اليمن، حتى تمادى الإرهابي «قاسم سليماني» قائد ما يسمى زوراً بـ«فيلق القدس» وصرح بأن الفرس أضحوا يتحكمون بأربع عواصم عربية..!
لا أقول: إن «اليمن» القشة التي قصمت ظهر البعير، فلا اليمن العظيم العريق بتاريخه وحضارته وشعبه الأبي الأصيل بـ «قشة»، ولا «سليماني» ومن وراءه يصلون لمقام خف البعير..! لقد كانت اليمن «المخرز» الذي فقأ «بالون» دعاية القوة الفارغة التي نفختها أبواق العدو وزماميره المُنكرة، وهو ما استدعى تكرار ظهور «حسن زميرة» منذ بدء عمليات «عاصفة الحزم» في كل أسبوع مرة أو مرتين ليغطي على اختفاء «الزميرة» الفارسية الأخرى في اليمن المدعو «عبدالملك الحوثي» الهارب من العدالة.
وقد يتساءل بعضهم: لِمَ كل هذا الجزع والخوف والهلع الذي دب في أركان نظام ولاية الفقيه، وعملائه، من عاصفة الحزم؟! ولاسيما وأننا قد مررنا «بأزمات عدة مع إيران» كما يقول طارق الحميد في صحيفة الشرق الأوسط في مقالته «الهلع الإيراني» الذي يستطرد فيها بأن «الخطاب الإيراني كان دائمًا ما يحافظ على شعرة معاوية مع السعودية... فلم يتشنج الإيرانيون وأتباعهم في حرب لبنان 2006، التي سعت السعودية لإيقاف العدوان الإسرائيلي فيها، ووقفت موقفاً حاسماً تجاه مغامرات «حزب الله». ولم تتشنج إيران عندما اتخذت السعودية موقفًا سياسيًا حازمًا بعد انقلاب «حزب الله»، واحتلاله لبيروت. ولم تتشنج عندما وقفت السعودية موقفًا صارمًا دخلت على أثره قوات درع الجزيرة إلى البحرين. ولم تتشنج عندما دعمت السعودية مصر، ووقفت معها في لحظة مفصلية، ولا حتى بسوريا، في مرحلة ما عرف بالربيع العربي، حيث كانت المواقف السعودية تفشل التحركات الإيرانية، فما الذي تغير؟ ولماذا أصاب الهلع الإيرانيين في اليمن أكثر من أي مكان آخر بالمنطقة؟»
الجواب يا أستاذ طارق هو في أدبيات نظام ولاية الفقيه العقائدية ذاتها، إذ يعتقد أتباع الولي الفقيه أن ثورة اليمن ممهدة لخروج «صاحب الزمان المهدي المنتظر»، وعليه فقد عمل نظام الولي الفقيه، المبتدع في المذهب الشيعي الاثنى عشري، على إذكاء النزاعات الطائفية، ونشر الإرهاب، ودعم ما يسمى بـ «القاعدة في جزيرة العرب»، وعمد إلى زرع بذرته الشيطانية من خلال المقبور «حسين الحوثي» الذي وسوس له بأنه هو «حسين اليماني» الذي يقود ثورة اليمن، والتي «يجب نصرتها»، يقول الكوراني في كتابه «عصر الظهور»: «وجاء في بعض الروايات عن المهدي عليه السلام أنه (يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة) وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة» ثم ينطلق منها لمكة..!
لكن «عاصفة الحزم» عصفت بكل خططهم وخزعبلاتهم، واستخدامهم الدنيء للدين، وللأئمة آل البيت سلام الله عليهم، وفوجئ العدو بأن اليمن لم يكن سوى مقبرة لمشروعه الشيطاني الخبيث، فطفق يغطي سوأته بين أتباعه، وهرع يبحث للحوثي الإرهابي العميل عن مخرج يبقيه وينعش مشروعه الذي يلفظ أنفاسه.
هم يهلعون ويصرخون ويولولون لأنهم ببساطة لا يريدون الحقيقة، فقد انتصر العرب.. وعملاء الفرس «فاتهم القطار»! لتتوقف العاصفة بعد أن حققت أهدافها، ولا عزاء لعبدالملك الحوثي وعلي صالح.