خالد الربيعان
رغم تقدم الهند الأخير في مجالات عديدة أحدثت فيها ثورة جعلتها تتقدم عليّ كثيراً من الدول الأوروبية حتى، منها مثلاً مجال الإلكترونيات وصناعة الكومبيوتر، إلا أن الكرة في الهند بدأت متأخرة للغاية وكانت تسير بسرعة السلحفاة، ولم تفلح جميع الحلول إلى أن تدخل التسويق الرياضي كالجراح الناجح حين فشل جميع الأطباء.
الموسم الحالي صنعت ثاني أكبر دولة سكاناً في العالم ضجة إعلامية كبيرة بأطلاق يد الاستثمار والتسويق الرياضي في الكرة الهندية والقيام بتغيير منظومتها رأساً علي عقب، وإطلاق دوري عالمي تتحدث عنه وسائل الإعلام تحت اسم «السوبر ليج».
الاستثمار والتسويق الرياضي كان هو الحل الوحيد لانعاش كرة القدم الهندية وهو الحل الأخير والناجح لإنعاش كرة القدم بشكل عام عندما تفشل كل الحلول الأخرى، قام اتحاد كرة القدم بالهند بالتعاقد مع شركة تسويق واستثمار وإعلان مقرها أمريكا، وبحث المسوقون بالاتحاد عن طرف ثالث مستثمر وممول، بالفعل تم التعاقد مع الشركة الهندية للصناعات المحدودة.
على الفور قامت شركة الاستثمار والتسويق الرياضي بالبحث عن مستثمرين ومعلنين بشهرتهم كنجوم السينما الهندية «بوليوود»، وأيضاً نجوم دوري الكريكيت وهي اللعبة الشعبية الأولى هناك، وأيضاً عدد من أندية أوروبا الكبرى!
أيضاً قامت الشركة بجعل الأندية تتعاقد مع نجم كبير عالمياً في أيامه الرياضية الأخيرة الأخيرة ليختم حياته الكروية هناك وليكون سبب في انعاش الكرة اعلامياً وتسويقياً، على أن يتعاقد كل نادي مع نجم عالمي كبير علي الأقل.
والأسماء الكبيرة هناك قد تندهش كيف ذهبت، وكيف سيلعبون كرة القدم في هذا السن، ذهب إلى الهند الأسطورة ديل بييرو، والفرنسيان أنيلكا وتريزيجيه، والإيطالي ماتيراتزي كمدير فني، والحارس المخضرم ديفيد جيمس كلاعب ومدير فني، والإسباني لويس جارسيا، والسويدي ليونجبيرج، والبرازيلي إيلانو، والأسطورة «زيكو» كمدير فني.
والقائمة لم تنته، فالأسطورة الأرجنتينية كريسبو ذهب قبل كل هؤلاء بـ 840 ألف دولار، ومهاجم ليفربول الكبير «فاولر» ذهب مقابل 500 ألف دولار, والنيجيري الكبير أوكوشا، وكابتن إيطاليا كانافارو، خمسة لاعبين ذهبوا مقابل 7 ملايين دولار في 2012 في شحنة أولية من النجوم.
بعد تلك التعديلات والتحضيرات نجحت الخطة بالفعل، وكتبت جميع وسائل الإعلام عن دور التسويق الرياضي وإطلاق يد الممولين والاستعانة بأساطير الكرة ونجوم بوليوود في إظهار «السوبر ليج» الهندية والاستفادة من كل هذه الطاقة البشرية في مشروعات رياضية تدر أرباح قياسية.
السؤال هنا بعد التجارب التسويقية التي نهضت بالكرة في قطر والإمارات وأمريكا واليابان وأخيراً الهند.. هل يجد الاستثمار والتسويق الرياضي مكاناً وبشكل احترافي في دورينا وفي اتحاداتنا؟.