الجزيرة - علي العنزي:
أطلقت شركة التأمين العربية للتأمين التعاوني مشروعا يهدف إلى توظيف 75 مندوب مبيعات، وإنشاء قسم تدريب متكامل في المبيعات لديه برنامج تدريبي متكامل وتقييم أداء مستمر وتحليل محصلة الإنتاج، يطمح إلى تحقيق عوائد تفوق الـ 150 مليون ريال.
وقال محمد سعد صبحي خباز الرئيس التنفيذي لشركة التأمين العربية في حوار له مع "الجزيرة" لدينا الكثير لنقدمه لسوق التأمين وسنقلب النتائج، بدعم جهود مجلس الإدارة وفريق العمل الواحد المستمرة بالتركيز على نقاط الضعف والقدرة على وضع استرايتجية عمل لتحسين الأداء العام للشركة.
وأوضح خباز أن مشروع إدارة المبيعات الجديد سيتضمن برامج تدريبية فردية تراعي العناصر الرئيسية لكل مندوب مبيعات ويسهم في تعزيز الاستقرار الوظيفي وزيادة نسبة الاحتفاظ بالكفاءات العالية.
وبين خباز أن "التأمين العربية" بدأت بوضع تصور للسنوات المقبلة استنادا إلى التطورات والمعطيات الأخيرة التي حدثت في مسيرة الشركة بعد أن تم رفع رأسمالها من 200 مليون ريال إلى 400 مليون ريال من خلال طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 200 مليون ريال. وقال: "كان لمجلس إدارة شركة التأمين العربية التعاونية وعلى رأسه رئيس مجلس الإدارة الشيخ عبدالعزيز القحطاني دور بارز في مواجهة الكثير من التحديات التي واجهت الشركة.
* ما هي المنتجات التأمينية التي تقدمها شركة التأمين العربية التعاونية؟ وما هو المنتج الذي تعول عليه الشركة من حيث التميز والربحية؟
** تقدم شركة التأمين العربية جميع أنواع التأمين من خلال 38 وثيقة مختلفة تتنوع بين التأمين الصحي والتأمين على الممتلكات والتأمين على الحياة وتأمين المركبات والنقل والحوادث المهنية وغيرها، وقد حصلت الشركة أخيراً على موافقة مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" لعدد 22 برنامج تأمين، كما وحصلت على الموافقة المؤقته لعدد 16 برنامج تأمين أخرى.
وتولي "التأمين العربية" أهمية كبيرة لخدمات تعويضات تأمينات الممتلكات والحوادث نظراً للطبيعة الخاصة التي تتسم بها الأخطار المغطاة بتلك الأنواع والخسائر الناتجة عنها. وقد أسست الشركة إدارة متخصصة للتعويض عن مطالبات تأمينات الممتلكات والحوادث يعمل بها فريق من المتخصصين من ذوي الخبرة والكفاءة مدعوماً بنظم معلوماتية متطورة.
نتائج إيجابية
* بعد عامين متتاليين من الخسائر المالية، أعلنت الشركة أرباحا أولية في نهاية 2014 بلغت مليوني ريال، ما هي المنتجات التأمينية التي كان لها العائد الأكبر من هذه الأرباح؟
** نعم العام الماضي حققت الشركة نتائج إيجابية نتيجة الإجراءات التصحيحية التي اتخذتها إدارة الشركة والتي أدت إلى الحد من الخسائر الفنية. وهذا بفضل من الله ثم بجهود الإدارة والموظفين الذين أوصلوا الشركة إلى هذه النتيجة الطيبة ونتطلع لتحقيق ما هو أفضل مستقبلا.
أما بالنسبة لربحية المنتجات فإن أداء جميع المنتجات لعام 2014م تميزت بالربحية نتيجة عدة عوامل من أهمها التسعير المناسب واستهداف شريحة المنشآت الصغيرة والمتوسطة خصوصا في منتجي تأمين السيارات والتأمين الصحي.
دراسة لمسح سوق التأمين
* ما هي خططكم المستقبلية على صعيد التوسع الجغرافي؟ أو طرح منتجات تأمينية جديدة؟ خاصة بعد إتمام عملية رفع رأسمال الشركة
** بداية فإن هدف الشركة من زيادة رأس المال هو تعزيز هامش الملاءة المالية ودعم نمو النشاط المستقبلي للشركة، أما من حيث التوسع فإنه يوجد لدينا فروع رئيسية في عدد من المناطق، والتوسع الجغرافي هو محل دراسة واهتمام سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها لتغطية الطلب وتقديم الخدمة لبعض المناطق التي تتميز بكثافة سكانية عالية، وكذلك السعي إلى تطوير حجم الأعمال مع الوكلاء والوسطاء داخل المملكة.
ولقد بدأنا بالفعل بعد أن أتمت الشركة حاليا عملية رفع رأس المال، في وضع تصور للشركة للسنوات المقبلة التي سوف تحتوي على دراسة لمسح وتقسيم سوق التأمين وتحديد الشريحة المستهدفة إضافة إلى إعادة تقييم السياسات والإجراءات الداخلية وتحسينها بهدف تسريع وصول الخدمة للعميل بالسرعة والشكل المناسب.
المنافسة بين شركات التأمين
* ما هي أبرز التحديات المتوقعة التي تواجه شركات التأمين المحلية؟
** في السنوات القليلة الماضية مرت معظم شركات التأمين بتحديات انعكست سلبا على أدائها ووصلت خسائر شركات التأمين في 2013 إلى نحو 1.7 مليار ريال، وقد كان من تلك التحديات التي واجهتها الشركات، المنافسة بين شركات التأمين الذي بدوره يؤثر بشكل سلبي على الأسعار، إلى جانب نقص الكوادر البشرية المؤهلة وخصوصا الموظفين السعوديين، إضافة إلى تطوير البنية التحتية وخصوصا الجانب التكنولوجي منها.
وفي هذا السياق كان لمجلس إدارة شركة التأمين العربية التعاونية وعلى رأسه رئيس مجلس الإدارة الشيخ عبدالعزيز القحطاني دور بارز في مواجهة تلك التحديات حيث قامت الشركة بتوقيع اتفاقيات مع صندوق الموارد البشرية كمرحلة أولى لتوظيف وتدريب وتأهيل الشباب السعودي حديثي التخرج وكما أن الشركة في المراحل النهائية لتوقيع اتفاقية تعاون مع إحدى الجامعات السعودية المرموقة لتدريب وتوظيف الطلبة المنتسبين لها في قطاع التأمين لتحقيق المصلحة العامة وبما يخدم الوطن والمواطن.
غياب الشباب السعودي عن التأمين
* اعتبرتم أن عدم توافر كوادر بشرية مؤهلة للعمل في قطاع التأمين من أهم التحديات، لماذا لا يكون لشركة التأمين العربية التعاونية دور في تأهيل الشباب؟
** أتفق معك تماما ولا بد من التنويه والتأكيد على ما جاء أعلاه للدور الذي انتهجه مجلس إدارة الشركة ممثلا برئيس مجلس الإدارة الشيخ عبد العزيز القحطاني وأحب أولا أن أذكر نقطة في غاية الأهمية وهي أن سوق التأمين لا تعاني فقط من نقص الكوادر وإنما أيضا تعاني من غياب الوعي لدى الشباب السعودي بأهمية هذا القطاع وما يطرحه من فرص وظيفية جيدة، لذلك فإن المسألة تحتاج فتح معاهد متخصصة لتدريب الكوادر السعودية، كما أنه يوجد شح وندرة في هذا التخصص في الجامعات على مستوى السعودية، كما أن مخرجاتها لا تتوافق مع متطلبات القطاع.
أما على مستوى الشركة فإنه من هذا المنطلق أطلقت "التأمين العربية" مشروعاً يهدف إلى توظيف 75 مندوب مبيعات وتحقيق عوائد تفوق الـ 150 مليون ريال، وإنشاء قسم تدريب متكامل في المبيعات بحيث يخضع مندوب المبيعات المنتسب لهذا المشروع إلى برنامج تدريبي متكامل وتقييم أداء مستمر وتحليل محصلة الإنتاج.
خدمات متطورة
* كيف تقيم مستوى خدمات التأمين بالمملكة والمنافسة بين الشركات؟ وأين هو موقع "التأمين العربية"؟
** إن صناعة التأمين هي صناعة واعدة وأصبحت اليوم أكثر تخصصاً وتحتاج إلى التركيز والمبادرة والعمل على أهداف واضحة من خلال تحالفات متمكنة تعمل باحترافية. كما أن مستوى خدمات التأمين في السعودية تعتبر متطورة، وقد شهد تطورات ملحوظة خلال السنوات الخمسة الماضية، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الإلكترونية وتسهيل إجراءات التعامل مع العملاء.
وقد قامت إدارة العمليات لدينا بمراجعة نتائج 2014 ودراسة التحديات والعوائق التي واجهتها الشركة في جميع المناطق في العام الماضي وطرق التغلب عليها في 2015 من خلال إيجاد سبل رصد ووضع مؤشرات الأداء الرئيسية التي من شأنها أن تساهم في التغلب على أي طارئ محتمل، إضافة إلى ذلك تم استعراض أهداف المبيعات لعام 2015 بمشاركة جميع الأقسام من خلال وضع إستراتيجية لتحقيق الأهداف المرجوة.
عملية الاندماج واردة
* هل أنتم مع اندماج شركات التأمين وظهور تحالفات قوية في السوق السعودية؟
** الحقيقة أنه لم تتضح الرؤية بعد حول هذا الأمر، لكن فيما يتعلق بشركات التأمين التي أتمت رفع رأسمالها فأعتقد أنها أصبحت بعيدة عن هذا الخيار ولو مؤقتا، أما بقية الشركة التي لم تحصل على موافقة زيادة رأسمالها وتعاني من التعثر فأعتقد أن عملية الاندماج واردة كونها تعاني من تآكل الحصة الأكبر من رأسمالها ولديها ضعف كبير في الملاءة المالية ولكن بمجمل الأحوال هذا موضوع يعود تقديره للجهة الرقابية المشرفة على قطاع التأمين في المملكة وهي مؤسسة النقد العربي السعودي.
هناك فرص كبيرة لنمو التأمين
* كيف تنظر لفعالية التشريعات والأنظمة الجديدة التي أجرتها مؤسسة النقد أخيراً في قطاع التأمين؟
** لقد كان لمؤسسة النقد العربي السعودي دور كبير وفعال في تنظيم سوق التأمين السعودي، والمساهمة بربحية السوق للفترة الأخيرة، ولا شك أن المؤسسة مستمرة في توجيه هذا القطاع لمزيد من التنظيم والعمل وفق معايير وممارسات مهنية عالية بهدف رفع مستوى كفاءة العاملين فيه وتقديم خدمات تأمين أفضل لحملة الوثائق.
ولا شك أن مؤسسة النقد تعمل بجهد مع كافة الشركات العاملة في المملكة لمحاولة دراسة أسباب إخفاق بعض الشركات في تنمية إراداتها وأرباحها ومعالجة هذه القضايا، في مسعى إلى أن تستطيع هذه الشركات معاودة ربحيتها وقوتها.
إعادة مراجعة الوثيقة الموحدة لتأمين المركبات
* صدر قرار من مجلس الوزراء أخيرا بإلزام الجهات الحكومية بالتأمين على مركباتها، ما هو العائد من هذا القرار على شركات التأمين؟
** لا شك أن لهذا القرار عائداً إيجابياً على شركات التأمين بشكل عام وسيعزز الثقة بسوق التأمين وسوف يؤدي إلى ارتفاع حجم أقساط قطاع التأمين بشكل عام وتأمين السيارات بشكل خاص. وذلك شريطة أن يتم إعادة مراجعة الوثيقة الموحدة لتأمين المركبات، على نحو يخدم المؤمن والمؤمن له.