العقيد م. محمد بن فراج الشهري
ما حدث على الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة كان أمراً لا يحتمل على الإطلاق فقد بلغ السيل الزبى.. المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز ولها مواقف مشرفة مع اليمن وشعبه تمتزج فيها دماء الأخوة العربية وحسن الجوار والعلاقات المتينة على كل الصعد وشاركت المملكة في إعمار ونهضة اليمن على مدى سنوات طوال ولم يكن بيننا وبين الأشقاء في اليمن سوى الاحترام المتبادل وهذا هو نهج المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم، لكن ما حدث من تطورات أخيرة على الساحة اليمنية والتدخل الإيراني السافر في شئون بلد عربي لأجل حزب معين هو أمر مرفوض دوليا وإقليميا وعربيا.. إيران أعطت لنفسها الحق في التدخل في شئون الدول العربية أنهكت العراق وقسمته وعبثت في مصالحه، تخبطت في سوريا مع بشار وزمرته فدمرت البنية التحتية لسوريا وهجرت ملايين السوريين مشردين، أقامت حزب الشيطان في لبنان فعكر صفو لبنان وحتى الآن منذ سنوات لم يستطع انتخاب رئيس بسبب حزب الشيطان، والتدخل السافر لإيران في الشؤون اللبنانية ثم قامت بصورة مكشوفة بدعم حزب الشيطان -الحوثي- في اليمن بكل الإمكانات وأرسلت الطائرات والمعدات الحربية والخبراء وكأن اليمن محافظة ثانية لطهران بشكل سافر في محاولة للوصول إلى عدن ومن ثم باب المندب لتكتمل الهيمنة من هرمز إلى باب المندب ودول العالم تتفرج على المنظر والسيناريو وكأنها تريد لإيران أن تتزعم العالم بهذه الأعمال التدخلية السافرة والمكشوفة. ووصل الأمر إلى احتلال عدن.. وتطويق المنطقة من كافة الجهات وهذا الأمر ما لم تسمح به المملكة ولا دول الخليج ولا العالم العربي، لذلك وبناء على طلب عاجل وملح من الحكومة الشرعية اليمنية والرئيس هادي تم إيقاف هذا المد الأفعواني المدعوم أساسا والمخطط له من قبل عبدالله صالح وزمرته وسادته الإيرانيين.. ولم يكن في مقدور حزب محدود الطاقة والإمكانات مثل حزب الحوثي أن يقوم بهذه الأعمال لوحده فقد كان عاجزا في السابق عن تعدي حدود -صعدة- لكن المد الإيراني التخريبي والتوسعي حاول أن يجعل اليمن مستنقعا شبيها بما يحصل في العراق ومن ثم يسيطر عليه وسبق أن قلنا أن للخيانات اليمنية دورا في الأحداث التي ارتكبت على الساحة اليمنية سواء على مستوى الرؤساء أو الأحزاب أو الجماعات.. ورغم بوادر الصلح المتكررة التي عرضت إلا أن صلف الحوثيين ومن يقف خلفهم اقفل كل أبواب الحوار.. لذلك وبما أن أمن اليمن هو أمن الدول العربية..فقد كان منتظراً أن تفعل اتفاقية الدفاع العربي المشترك منذ زمن وقد حان الآن حان وقتها وحان وقت ردع إيران وإعادة الحية إلى جحرها الذي خرجت منه وآن لنا أن نقف مع اليمن وشعبه حتى يستعيد حكومته الشرعية وأمنه واستقراره. والسعودية وإن تدخلت فذلك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية وهذا واجبنا تجاه الأشقاء الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في محنته وعلى إيران أن تعي أنها خرجت عن نطاق المجاملة الدولية إلى المواجهة الفعلية، وأن أفعالها أصبحت تهدد السلم العالمي في جميع أنحاء المعمورة ويجب أن تقف عند حدودها.. شعبها يئن من الفقر والعوز وهي تهدر الأموال في سبيل الشيطان، تخريب وتقتيل وتدخل سافر في شؤون الدول الأخرى، وعلى اليمنيين أن يدركون أننا صبرنا طويلا على التهديدات التي طالت اليمن وطالت معها حدودنا وطالبنا بكف العدوان مرات ومرات وعدم التدخل فلم يكن هنالك استجابة بل مراوغة وتدخلات سافرة في شؤون اليمن والسعودية ودول الخليج والدول العربية كافة.. لذلك نحن مع اليمن وسنقف ضد كل عابث حتى تعود الشرعية إلى قواعدها ويعود اليمن السعيد كما كان أمنا مستقرا فنحن إخوة وأشقاء ولن ينجح الأعداء في زرع الفتنة بيننا بإذن الله، والفرصة الآن متاحة بعد أن توقفت عاصفة الحزم للبدء بعملية إعادة الأمل بعيداً عن أطماع إيران وتآمر علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي على اليمن وشعبه.