العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لقد أزاحت (عاصفة الحزم) الغبار الذي شاب اللحمة الوطنية وغطاها لفترة من الزمن فظهرت الحقيقة المشرفة لنا نحن كمواطنين فما ظهر خلال هذه العاصفة من تقارب وتلاحم وتفاهم وتضحيات يثلج الصدر ويعيد لنا الثقة في وطننا وقيادتنا وأبنائنا الذين يتسابقون للمبادرة بالذهاب للجبهة والمتقاعدين الذين أبدوا رغبتهم في العودة للجبهات وكل أفراد المجتمع رجالا ونساء أظهروا تفاعلهم في هذه الأيام، وهذا ما كنا نتأمله ونحتاجه في مثل هذه المواقف.. نحن كنا نخوض معارك شرسة تخص الثوابت ولا شيء آخر فنصرة الأشقاء في اليمن واجبة ضد عصابات الشر والخذلان التي لا تعترف بدين الله ولا شرائعه ولا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مخالفات شرعية صريحة وواضحة لذلك فنحن نحارب من اجل إظهار كلمة الله ونصرة المظلوم وتثبيت القواعد الشرعية وإنكار البدع والضلالات وردع عصابات الشرك التي عاثت في الأرض فساد مع قطاع الطرق والمرتزقة من فلول أغواها الشيطان فتناست حق الوطن عليها في اليمن الشقيق الذي تعرض لخيانات متبادلة من رؤساء ومن جماعات ومن أفراد ومن قطاعات جيش حتى أصبح معرضا للنهب والسلب والقتل والدماء وهو اليمن السعيد مهد الحضارات القديمة وأرضها السعيدة يتحول على أيدي عصابات إلى مسرح لكل القبح والدمار بمساندة دول لا تريد الخير لليمن ولا للعرب ولا للإسلام وفي مقدمة هذه الدول الروافض من الفرس وغيرهم.
والمضحك أن يأتي الإعلام المزور لهذه الفئة بصور مفبركة ونحن في عالم ووقت يبان فيه الصادق من الكاذب في ثوان.. رأينا كيف الإعلام الساذج يضع صور البشاعات في سوريا والعراق وكأنها من ضحايا قوات التحالف.. تباً لهم ولهذا الإعلام السخيف ومن يديره وتبا لقنوات الروافض التي لا هم لها إلا الدول العربية ودول الخليج بالذات صباح مساء بإعلام مكشوف كاذب.. يتضح لكل عاقل من يديره وأهدافه المكشوفة وأسلوبه العفن المعروف سلفا الذي يجب أن يواجهه إعلام عربي قوي يحجب شمسه ويُحجّمه.. والحمد لله أن أعاد لنا لحمتنا الوطنية وإن كنا لم نفتقدها لكنها لم تكن واضحة بالشكل المطلوب في الأحداث الماضية ثم ظهرت أخيرا واضحة جلية وأعلنها أبناء الوطن نساء ورجال وشيوخ وشباب وأطفال (كلنا مع سلمان) في الشوارع والمنازل والقصور وفي الثكنات العسكرية كان التلاحم الوطني بين الشعب وقياداته أكبر من أي تعليق، ووضح ذلك جلياً في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة كافة.. كما كان التجاوب السريع والواضح من دول عربية وغير عربية وكذلك الدول الإسلامية بموقف مشرف ليس بمستغرب لأنهم أيقنوا أن السعودية على حق وأننا لسنا دعاة شر ولا حرب ولكن بلغ السيل الزبى ووجب إيقاف هذه العصابات التي تحارب الله ورسوله وتقتل أبناء الشعب اليمني وتدمر مستقبله فوجب علينا نصرة الجار المظلوم عندما طلب منا ذلك وكذلك دفاعنا المشروع عن حدودنا الجنوبية التي تحاول هذه العصابات التسلل منها وإحداث الفوضى والتخريب.. لكن المفرح هو عودة الروح الوطنية بكامل مظهرها وبيان اللحمة الوطنية في أجمل مظاهرها وهو ما كنا بحاجته في ظل زوابع داعش والقاعدة والحوثيين وكل المخربين الذي ينتهكون حقوق الله علنا، قبحهم الله وقبح من يواليهم ويسير في طريقهم، ونسأل الله أن يديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد المسلمة وشعبها والشعوب المسلمة كافة وأن يعيد الحق إلى نصابه والشرعية إلى مكانها في اليمن الشقيق وينصرهم على عدوهم الحوثي ومن يناصره خاصة بعد توقفت عاصفة الحزم بقرار من الملك سلمان بناء على طلب من الرئيس اليمني الشرعي بعد أن نجحت في تحقيق أهدافها، وأصبح حق الشعب اليمني علينا أن نبدأ بعملية إعادة الأمل لهم.