العقيد م. محمد بن فراج الشهري
الإجماع العربي على كلمة سواء أمر انتظره العرب طويلا.. أو افتقدناه في أزمات كثيرة مرت على الأمة العربية مما سبب بعض التطفلات والاستهانة من قبل دول إقليمية وغير إقليمية وهي مصداقية لقول الشاعر العربي:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقنَ تكسرت آحادا
لقد نادت القيادات السعودية طوال الأعوام الماضية بوجوب التكاتف والتعاون ونبذ الخلاف بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية دون جدوى حتى منيت بعض الدول العربية بتدخلات أخلت بموازينها وأهلكت شعوبها وشردت سكانها وهدمت بُناها التحتية كما حصل في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وغيرها من البلدان العربية وأتيح لدول معادية استغلال هذا التفكك بما هو أقسى وأمر من زيادة في التفرق والتباعد والانحراف عن النهج السليم في التعايش السلمي واحترام الجوار وضبط النفس مما أتاح الفرصة لأعداء الأمة العربية لزرع الفرقة بين شعوب المنطقة واستغلال مواردها.. ما حصل في الدول المشار إليها أعلاه يحتاج إلى سنوات وسنوات من إعادة الإعمار والبناء والتسليح والتعليم والتنظيم حيث ستعود من الصفر والمستفيد من هذا الأمر المصانع الغربية وبنوكها والدول الإقليمية المعادية التي تتربص بنا الشر في كل حين، ومؤتمر القمة العربي في دورته (26) الذي عقد مؤخرا في جمهورية مصر العربية كان بمثابة إنقاذ ما بقي من العروبة واستعادة جزء من الكرامة العربية المهدرة وإجماع في غاية الأهمية في مرحلة لا تحتمل التفكير ولا التأجيل ولعل عاصفة الحزم كانت (عاصفة الجمع) على رأي موحد وقرارات مصيرية سيذكرها التاريخ العربي.
نعم كنا بحاجة إلى هذا الإجماع وهذه القرارات منذ زمن وليس الأمر بشأن اليمن فحسب كلا الأمر يتعدى أزمة اليمن إلى أمور مهمة وحساسة في غاية الخطورة تمس الأمن العربي وتهدده، وكان من الواجب إيقاف إيران وتدخلاتها السافرة في شؤون البلدان العربية وجعلها تهتم بشعبها المظلوم المكبوت بدلا من الخروج إلى ميادين ليست بميادينها، والمضحك أن تشجب طهران التحالف لإنقاذ اليمن وهي التي زرعت الفتنة فيه عرضاً وطولاً دون حياء، وكأن الأمر لها لوحدها.. قبح الله الاستكبار وأصحابه.. إيران أفسدت دولا كثيرة وسعت إلى خرابها والتدخل السافر والمكشوف في الشؤون الداخلية لهذه البلدان وتلك وهو أمر يجب أن يقف عند حده وأن تعرف طهران حدودها فتقف عندها.
الإجماع العربي شيء يبشر بالخير.. جميع الدول العربية استبشرت خيرا وعدَّته صفحة مشرقة جديدة في سماء الوفاق العربي.. وتشكيل قوة موحدة هو تفعيل واقعي لاتفاقية الدفاع العربي المشترك وإظهار هيبة وقوة للدول العربية وإشارة إلى كل طامع بأن مرده الخذلان، ففي الإجماع والتلاحم قوة تخيف الطامعين والدول العربية لديها من الإمكانات الشيء الكبير والكثير وبإمكانها تغير موازين القوى متى ما اجتمعت على رأي واحد فإن ذلك سيكون قوة أخرى إضافة إلى ما تملكه من إمكانات وقوة فعسى أن يكون هذا المؤتمر فاتحة خير على الشعوب العربية والإسلامية وأن تتحقق الأماني ونكون وحدة واحدة ترهب الأعداء وتسر الأصدقاء وعلى بركة الله نسير تدفعنا الآمال إلى غد أفضل بإذن الله وتوفيقه بعد أن حققت عاصفة الحزم أهدافها وتوقفت لتبدأ عملية إعادة الأمل لليمن الشقيق وما النصر والعزة إلا من عنده سبحانه وعليه وحده الاتكال.