العقيد م. محمد بن فراج الشهري
وقف العالم باجمعة وقفة توديع دولية، حيث وقف مجلس الأمن ورئاسته ونكست أعلام الدول، لم أشاهد في حياتي تأثراً عالمياً شاملاً على ملك أو رئيس مثلما شاهدته عند وفاة المغفور له -بإذن الله- خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، فقد رأينا وسمعنا وشاهدنا ما تناقلته وكالات الإنباء وأجهزة التواصل بكافة أشكالها وألوانها ومهماتها من تأثر العالم أجمع بوفاة عبدالله بن عبدالعزيز الملك الصالح والأب العطوف على شعبه.. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا كل هذا الحب والتأثر لفقدان الراحل؟؛ (رحمه الله).. والجواب مشروح مسبقاً في سيرته العطرة وما قدمه طوال حياته لخدمة الدين والإسلام والإنسانية جمعاء، كان رجلاً حكيماً عادلاً واضحاً وصريحاً، قاد دولته بهدوء العاقل المتزن الراجح.. له بصمات وخطوات لاينكرها إلا جاحد سواء على النطاق المحلي أو الإقليمي أو العالمي.. حاول بقدر جهده في ظل الأحداث المريرة التي تمر بالعالم الإسلامي حاول أن يسمك بعمود التوازن وأن يدعم السلم والأمان والرخاء، حاول أن يوجد تقارب بين الأمم، وأن تتاح الفرصة للحوار بين الأديان والحضارات، منع كل الزوابع بفضل رب العالمين واعتماده والتوكل عليه منع أن تحيط بشعبه وردع الظلم والجهل والإرهاب، ودافع ضد الظلم وقام مع المظلومين في كل أنحاء العالم، أشياء وأشياء وأشياء.
أفعال عظيمة قام بها الراحل رحمه الله.. لذلك حزن العالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه لرحيل هذه القامة الفذة والرجل الكبير في عقله وتفكيره وحنكته، وما يعزينا ويخفف من آلامنا نحن السعوديين أن الخلف هو سلمان بن عبدالعزيز الرجل التاريخ الذي عاصر الملوك السابقين وكان عوناً وسنداً لهم في كل الأمور، وعُرف عنه بأنه عملي وعادل وخبير في ماضي المملكة وحاضرها، إضافة إلى اتزانه المعروف في كل أموره فهو يحكم ضميره وعقله في كل أمر ويسعى دائماً بالتي هي أحسن.
قاد العاصمة الرياض سنوات طويلة حظيت في عهده بما لم تحظ به أي عاصمة أخرى جعلها أشبه ما تكون بدولة لكثرة ما أنشئ فيها وما عبّد وما أسس.. سلمان بن عبدالعزيز وجه خير وسعد على الوطن والمواطنين والمقيمين ونحن معه في السراء والضراء يداً بيد نسير حيث يسير ونسابق الخطى معه لبلوغ ذرى المجد والسؤدد بإذن الله؛ -حفظه الله وحفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين من كل سوء-.