هل نحن أمام ظاهرة يتآمر فيها المواطن على وطنه كما هو في اليمن، حيث يمارس الحوثيون وعلي عبدالله صالح وأتباعه كلَّ ما يشكِّل خطراً على الشعب والوطن، من فساد وحروب، إلى تعدٍّ سافرٍ على كلِّ مشهدٍ يشير إلى أحد مقومات قيام الدولة، وانتهاءٍ بالتعرض للمواطن بتهديد حياته أو سجنه أو قتله وما إلى ذلك من ممارسات.
* * *
يفعلون ذلك، يتصرفون هكذا، ولا يريدون من المملكة ودول التحالف أن تتحرك، أي أن عليها أن تنأى بنفسها عن نصرة الأشقاء، أو الاقتصاص لهم من القتلة، ويذهبون إلى ما يعتبرونه اعتداء على بلادهم، كلما هبّت نسمة من النخوة العربية لمنع هؤلاء المجرمين من الاستمرار في ظلمهم وقهرهم للمواطنين.
* * *
ترى من الذي أصّل ظاهرة كلِّ هذا الحقد والكراهية والظلم في هؤلاء، فأرخصوا أرواحهم، واسترخصوا حياتهم، من أجل إشاعة الفوضى، وتمزيق اليمن، وتحويل هذه الدولة إلى ساحات تفتقر إلى الأمن والاستقرار؟.. من الذي جعلها بهذه الصورة، وعلى هذا النحو من السوء لتجعل الشرفاء يستغيثون بالمملكة لإنقاذهم مما هم فيه..؟.
* * *
أليست إيران هي المحرك لكلِّ هذا، وأنها مصدر هذا التحول الخطير في اليمن، وأنها هي لا غيرها مَن مررت هذه الأجندة بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح وأوعزت لهم بتبنيها، في ظل انشغال العالم بكوارث أخرى في سوريا وليبيا والعراق والصومال ولبنان وغيرها؟.. من يكون هذا الحاضر في كلِّ هذه المشكلات، المؤثر فيها، الساعي لتأجيجها، إن لم تكن طهران..؟.
* * *
فتشوا في كلِّ مشكلة، عن كلِّ أزمة، حيثما كان هناك أمن مفقود، وصراعات دامية بين الناس، وحروب أهلية لا تنتهي بين المواطنين؛ فتشوا عن كلِّ هذا، في أيِّ دولةٍ عربية، ولن تكون إيران إلاّ هي الحاضر الأكبر والأهم في هذه المؤامرات، وإن اعتمدت في مخططاتها على عملاء كـ(عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح وحسن نصرالله ونوري المالكي وبشار الأسد)؛ وغيرهم كثير.
* * *
لقد آن الأوان، ليرتفع الصوت العربي الشجاع والمخلص مناديّاً أن هلمّوا (يا عرب) مجتمعين ومؤثرين لتطويق الخطر الإيراني الداهم قبل أن يستفحل، مناديّاً بصوتٍ مرتفع بأن تكون كلمة هذه الأمة العظيمة واحدة وموحدة؛ وآن الآن اليوم أيضاً وقبل الغد بأن نستشعر كعرب ما ينبغي أن نقوم به لدرء هذه الفتنة الكبرى، والحيلولة دون توسّع الشرّ الذي يحيط بنا من كلِّ جانب.