ما يجري على الساحة اليمنية البلد الشقيق لا يرضي عاقلاً وأتعجب لما يظهر كل يوم من أحداث في اليمن الشقيق، فأنت تعبر من خلال شوارع صنعاء ولا تعلم من يقابلك صديقًا أم عدوًا, المواطن اليمني يعيش تحت ظروف أمنية خانقة والوضع السائد لا يبشر بخير, الحكومة اليمنية والجيش خارج الخدمة تواطؤ واضح ومكشوف لرؤساء اليمن السابقين الأربعة أولهم علي عبدالله صالح، الذي كان أول من استفز الحوثيين، ثم عاد ليتفق معهم والرئيس الثاني الذي أسهم في تسليم اليمن للمشروع الصفوي علي سالم البيض, ساند الحوثيين من حضن حسن نصر الله في لبنان.. وأشغل الجيش اليمني وقسمًا كبيرًا منه في الشمال في مواجهة الحراك الجنوبي الذي يقود بعضًا منه باسم الاشتراكية والثورة. الرئيس الثالث علي ناصر محمد الذي سعى بكل جهده ليدافع عن العلاقة مع إيران ومع (الأسد) ولم يتداخل بكلمة حول أحداث سوريا أو ثورة الشعب السوري ولا عن ثورة إيران الخضراء, ولم يسمع له كلمة حول تمرد الحوثيين واحتلالهم محافظات اليمن والرئيس الرابع اللواء عبد ربه منصور رئيس أركان جيش علي ناصر محمد الجنوبي الهارب إلى أحضان علي عبدالله صالح في الشمال وهو الأضعف في الشخصيات الأربع ومتردد ويحتاج إلى مزيد من الحنكة والدهاء مقارنة بسابقيه الذين لا تنقصهم الحيل والخدع, وإيران كانت محظوظة أنها واجهت في اليمن مثل عبد ربه منصور هادي، إذ إن ما يمر به اليمن الآن من تداعيات يشعرنا بأنه لا وجود لرئيس ولا وجود لجيش, وأن الأمر متروك للحوثيين والقاعدة والقبائل تعمل ما تشاء, وهادي ومجموعته حضور لمشاهدة هذه المسرحية الدرامية الكارثية، فهل نقول: إن رؤساء اليمن خانوا وطنهم؟ أم نقول أنهم تواطؤوا للانتقام كل على طريقته أم أنهم يسعون لأمر لا يدركه المواطنون اليمنيون؟! ما يجري في اليمن ياسادة خيانة رؤساء, وتهاون جيش, وضعف رئيس, والضحايا شعب اليمن الذي استعصى على كل الغزاة والمحتلين من قبل أصبح ميداناً للتشرذم والضياع والحروب الطائفية, والقبائل معها الحق أن تدافع عن مواقعها وقراها من الغزو الحوثي والقاعدي ما دام أنه لا يوجد حكومة والرئيس ومجموعته في سبات عميق وأسلحة الجيش والشرطة أصبحت جزءًا كبيرًا منها في حوزة الحوثيين الذين أفسدوا على اليمنيين عيشهم ومعيشتهم ولا يمكن أن يأتي الإصلاح من الخارج إذا أراد اليمنيون تعديل الوضع المائل الحالي بوضع مستقر هذا الأمر يتوقف على أهل البلد على أتتعاون القبائل مع حكومة تقوم بنفض هذا الغبار والعتمة المخيفة عن هذا البلد الذي كان سعيدًا وفقد هذه الميزة في تدهور لم يشهد له مثيلاً طوال تاريخه.. وعلى اليمنيين أنفسهم القيام بحماية وطنهم من كل التدخلات الخارجية بكل ما يملكون من إمكانات, وأن يحاولوا جاهدين استعادة الأمن والاستقرار في ظل حكومة قوية موحدة بعيدًا عن الأحقاد والتصفيات والخيانات والضرب من الخلف.. على اليمنيين أن ينظروا لمصلحة البلد وسمعته وتاريخه وأنه لا يعود لأشخاص ولا لرئيس ولا لحكومة معينة ولا لأحزاب, اليمن بلد كل اليمنيين.. يجب أن يدركوا أنهم جميعًا شركاء في التنمية والتطوير والأمن, عليهم أن ينبذوا خلافاتهم جانبًا ويسعون للحاق بإصلاح ما دمر وفسد قبل فوات الأوان وعلى المشايخ الذين لينت رؤوسهم أموال إيران والحوثيين أن يعودوا إلى رشدهم ويعلموا أن من يبيع الوطن يبيع نفسه وأهله ومستقبله إذا لم يتنبهوا فإن المستقبل سيكون أشد كآبة وغموضًا وتفرقاً مما هو عليه الآن, فلم يعد هنالك أمر يخفى، الأوضاع والأمور كلها مكشوفة وعليهم معالجتها والوقوف بحزم ضد شرذمة البلد وتقسيمه وإشعال فتيل الحروب الطائفية والقبلية والحزبية وأن يكونوا صفًا واحدًا ضد أعداء البلد أعداء أمنه واستقراره. وهو ما نأمله لليمن الشقيق وشعبه العظيم، كان الله في عونهم وأخرجهم مما هم فيه وأعادهم إلى جادة الصواب إنه على ذلك قدير...