ميسون أبو بكر
من زمن لا يشغلنا في المجالس إلا الوضع السياسي الساخن والراهن في المنطقة، ولعل قضية عاصفة الحزم أهم هذه القضايا ولعلها أيضاً القصيدة التي جادت بها قرائح الشعراء وتسابقوا إليها فهي التي ردت الكرامة العربية إلى شعوبنا وهي الترنيمة التي تغنى بها الصغير والكبير.
ولأني شعرت في كتاباتي الأخيرة وكأني اعتذرت قليلاً من المشهد الأدبي الثقافي وصبت مقالاتي معظمها إلى الجنوب والآلة الحوثية التي تعمل بالوكالة عن إيران في جسدنا العربي وفيما سمي العاصمة الرابعة لإيران في المنطقة فلذلك آثرت أن نحلق في هذه العجالة في فضاء الشعر ولن أكون بعيدة عن القصائد التي كتبت في عاصفة الحزم.
فالشعر بلسم الروح وهو البساط الذي ينقلنا إلى حدائق الكلمات وعالم الجمال، فليس أجمل أن تعزف بالكلمات وتطرب للكلمة وغناء الروح.
ولعل القصائد. التي قيلت أو كتبت أو انتشرت عبر مقاطع اليوتيوب كثيرة جداً سأنتقي منها أجزاء من قصيدتين أولاهما
للواء عبدالقادر كمال والثانية للشاعر اليمني زين العابدين الضبابي.
كتب كمال عن الحزم والعزم:
يا عاصِفَ الحَزْمِ إنّ الحَقَّ ينْتَصِرُ
وباسْمِ ربِّكَ يأْتي النّصْرُ والظّفَرُ
صبَّحْتَهُمْ بأبابيلٍ مُدمِّرةٍ
وعاصفُ الحَزْمِ لا يُبْقي ولا يَذَرُ
نَهَضْتَ فانْتَهَضَتْ بالعَزْم أُمَّتُنا
وبارَكَتْ حِمْيَرٌ واسْتَشْعَرَتْ مُضَرُ
وخابَ كُلُّ جبانٍ قادَهُ خَوَرٌ
وانْدَسَّ كلُّ قصيرٍ مالهُ أثَرُ
نَصَرْتَ بالله جاراً لاذَ في عَدنٍ
واسْتأْسَدَ الفُرْسُ والحُوثِيُّ والتَّتَرُ
ناديْتهمْ لِحِوارِ السِّلْمِ في بلدٍ
شِعارُهُ العدْلُ والإسْلامُ والسُّوَرُ
فاسْتهْتَروا وأقاموا الحَرْبَ مُشْعَلةً
وساقَهُمْ لِلتّمادي الكَيْدُ والبَطَرُ
فَصُلْتَ يا سَيَّدَ الشُّجْعانِ فانْدَحَروا
واهْتزّتِ البيدُ والشُّطْآنُ والجُزُرُ
لمْ يتّقوا غَضْبَةَ السّلْمان فانْهَمَرَتْ
قذائِفٌ بِلِسانِ الحَقِّ تأْتَمِرُ
أما قصيدة الشاعر اليمني التي تظهر روح الأخوة والألم في نفس الوقت لما أصاب اليمن فهي.
أتجمعنا القرابة والعواطفْ؟
وتوشك أن تفرقنا العواصفْ!!
وقلبي مكةٌ والروح صنعا
فكيف بحب ذي أو ذي أجازفْ
وصنعاء التي تُقتُم إليها
يمزقها بنوها والقذائفْْ
فكيف ألُام إذ أبكي عليها
وأصرخ أنني قلقٌ وخائفْ
لنجدتنا أتيتمْ غير أني
أرى وطناً بحجمِ الجرح نازفْ
لأن بنوه عمال الأعادي
تقاذفهُ الأسى؛ والصبح عازفْ....
أنا ضد المجوس وسوف أحيا
بوجهِ ذيولها كالسيلِ جارفْ
نعمْ إن المجوس بغوا علينا
وجئتمْ نجدةٌ كالبرق خاطفْ
أسأل الله أن يوفّق جنوده ويحفظ مليكنا ووطننا الشجاع وأوطاننا العربية وأن يعود اليمن سعيداً ونعود إليه فقد اشتقنا ماءه وسماءه وحقوله وخيراته وأهله الكرام الذين عاشوا معنا كأنهم نحن.