ميسون أبو بكر
ليس غريباً على رجل التاريخ سلمان، أن يطلق على المعركة التي قادها للذود عن حِمى المملكة ونصرة الشعب اليمني، «عاصفة الحزم» وأن يستقي هذه التسمية من تاريخ مؤسس البلاد الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -، وقد خيّرتني عند كتابة هذا المقال بين عنوانين، وطن شجاع أم عاصفة الحزم، فلكليهما وقعٌ في النفس وألف مغزى.
أن تستيقظ المملكة على قرار الملك سلمان لتخليص اليمن من براثن الحوثيين وأتباع الرئيس الخائن، وأن تحظى بتأييد كبير واتحاد عربي ودولي، لأن هناك توافقاً دولياً على هدف الحملة وهو حماية الشرعية اليمنية، فهو ذو دلالات سيُسجلها التاريخ الذي قدّر لسلمان أن يكتبه بأحرف من ذهب.
لن أشير هنا لأهمية هذه الخطوة وضرورتها، وإلى الدوافع وما تركته في نفوسنا كسعوديين وعرب من أثر وشعور بالعزة والكرامة والفخر بوطن شجاع خاض هذا القرار الصعب بقلب يسكنه الله، وإرادة لا يمكن أن تكون إلا لملك بقامة سلمان، ولكني سأذهب لما خاض به أعداء الوطن والدين والإنسانية، وتلك الغوغائية التي حاولوا أن يركبوا موجتها ليشوّهوا النوايا والدوافع التي قادت لمثل هذا القرار، ولأن المشروع الحوثي هو الذراع الإيرانية في اليمن، فنحن ندرك تماماً لماذا تعالت الأصوات من حزب الشيطان بإدانة عاصفة الحزم، وكان إعلامهم أبواقاً فاسدة لتمرير جعجعتهم وندبهم الذي سرعان ما طار كالدخان.
ولأن المملكة تُشكّل أكبر قلق لإيران (التي تُحارب من أجل قوميتها الفارسية بعباءة طائفية)، فقد بدأ أنصارها لخلط الأوراق وتجييش ضعيفي النفوس والبسطاء والمرتزقة، وكثرت الخطابات السياسية التي تحمل توجهات دينية ومذهبية وطائفية وتكيل الاتهامات الباطلة والمجحفة، وقد أثبتت أفعالهم عكسها على أرض الواقع، فمن منا يمكن أن ينسى شنائع حزب الشيطان في سوريا وجرائمه الدولية وأياديه التي لم تتبرأ من دم الحريري رحمه الله، وصواريخهم ورصاص بنادقهم التي بدلاً من أن تكون في قلب إسرائيل، فقد حصدت أرواح الشعب السوري المنكوب.
لعل نجدة المملكة وشقيقاتها العرب تُذكّرنا بجيوش المعتصم التي هبت لنجدة صرخة امرأة مظلومة نادت «وامعتصماه»، ولعل صقور مملكتنا وجنودها هم شاهد للتاريخ وصورة عن الولاء والإخلاص والنضال والشجاعة لهذا البلد، وقد أعز الله مملكتنا بالمحمدين، محمد بن نايف الذي تمثّل أباه في شخصه وشجاعته وحنكته، ومحمد بن سلمان وزير الدفاع الذي نفّذ الحزم، وتعاطى مع وسائل الإعلام الجديد بشفافية واضحة، أشرك فيها الشعب السعودي بتفاصيلٍ تعزز ثقته وتُطمئنه على مجريات الأحداث بطريقة لا يُمكن أن تترك الساحة للشائعات.
ولعل حضور ابن الفيصل الأمير سعود بكل ما تحمل كلماته من ثقل سياسي وعمق وطني، لمصدر فخر للشعب السعودي الذي تناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عباراته ومواقف أبيه الخالدة.
نحن أمام معركة عادلة واجبة، لعلها تضع حداً للتمادي الإيراني الذي لطالما كان تهديداً لاستقرار بلاد المنطقة وشعوبها..
قبلة محبة صادقة على جبين الشعب السعودي الذي تداعى لحكومته مؤيداً فرحاً بقرارها ولنداء أشقائه اليمنيين، وكذلك لا ننسى عرب الأحواز الذين يلقون من التعذيب ألواناً والذين أثلج الصدر تأييدهم لنجدة المملكة للشعب اليمني، ولكل شرفاء العالم.