د. عبدالرحمن الشلاش
يبدو أن عاصفة الحزم المباركة قد قدمت لدول الخليج وبعض الدول العربية كثيراً من الإيجابيات والدروس. والأهـم أن تتم دراستها والإفادة منها من أجل مستقبل مختلف.
عندما شعرت إيران بأن خططها بدأت بالتضعضع والتهاوي بدأت بتحريك عملائها في الخليج، وهم من يشكلون الطابور الخامس. شلة من الخونة، قطعوا كل الحبال التي تربطهم بأوطانهم. بعد القرار الجريء والشجاع من المملكة العربية السعودية بإطلاق العاصفة المباركة فقدوا اتزانهم المصطنع، وهاجموا المملكة وقيادتها وشعبها، واعتبروها دولة معتدية بالرغم من أن تدخلها بمشاركة دول التحالف لم يكن إلا لنصرة الشعب اليمني من بطش الإرهاب الحوثي، وإعادة الشرعية، ودحر المؤامرات التي تحاك للسيطرة على الخليج.
مَن يقلل من الأدوار الخفية والخطرة لعملاء إيران واهم، ومن يقلل من أعدادهم وتأثيرهم ربما يعيش بعيداً عن الواقع. صحيح أن بعضهم يعيش حالة ركود وخمول بانتظار النتائج، ومن ثم ترتيب الأوراق، وبعضهم يعمل بهدوء وصمت ودون ضجيج، وهم الأخطر، لكن هناك منهم من يصرح وبصفاقة بتأييده المطلق لقِبْلته إيران، ويجاهر بمعاداته لبعض دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، التي يراها معظم الأشقاء في الكويت العمق الاستراتيجي للكويت، وما زالوا في أحاديثهم وتصريحاتهم يبثون امتنانهم للمملكة على دورها المؤثر خلال حرب تحرير الكويت، ووقوفها البطولي بجانب الحكومة الشرعية حتى تحررت بلادهم، وطُرد الغزاة.
عند قيام عاصفة الحزم وقرار الحكومة الكويتية المشاركة في الحرب إلى جانب دول التحالف ثارت ثائرة عملاء إيران في الكويت عبر تصريحات خرقاء جوفاء، تنضح بقلة الأدب والبذاءة. وهي تصريحات سمعناها منهم في دوار اللؤلؤة في البحرين؛ إذ وقفوا بجانب المتمردين على حكومة البحرين الشرعية، وخلالها سمعنا منهم من الكلام الوقح ما يعجز اللسان والقلم عن وصفه. وهم ينطلقون بذلك مما يسمونه بحرية الرأي والوقوف إلى جانب المظلومين من وجهة نظرهم المنحازة تحت ستار المبادئ السامية، بينما هم يمارسون الطائفية بأبشع صورها، ولم يحترموا الدول التي احتوتهم، ومنحتهم الجنسيات، وفتحت لهم كل طرق الشهرة والإثراء، رغم أنهم لا يستحقون!
عملاء إيران في المنطقة، وخصوصاً في بعض دول الخليج، ملف ملغوم؛ يستدعي التعامل معه بجدية؛ كي لا يستفحل في المستقبل، وخصوصاً أن إيران تعيش حالياً في مرحلة اللا توازن، سواء في داخلها حيث ثورات إقليم الأهواز، والوضع الاقتصادي المتردي لجل الشعب الإيراني، وورطة الملف النووي، وأخيراً تعريتها في المنطقة بعد عاصفة الحزم، والبدء بتقليم أظافرها.
كما ذكرتُ، فإن بعض هؤلاء العملاء قد ظهروا على السطح بتصريحاتهم الواضحة الموالية لإيران، يتدثرون بأثواب الناصحين، وفي أنيابهم السم الزعاف. يقول أحدهم - وهو الإيراني الأصل، الكويتي بالتجنس - المدعو عبد الحميد عباس دشتي: «إن مشاركة الكويت في عاصفة الحزم غير قانونية؛ لأن مشاركتها ينبغي أن تكون دفاعية لا هجومية». ويقول في تصريح آخر: «والله إيران مو صوبكم أطمئن من العراق واطمئن من إيران طمني من السعودية».
طبعاً، لو استعرضتم ما يكتبه هؤلاء العملاء في الصحف وتصريحاتهم الموثقة في اليوتيوب ستجدون أعظم وأشنع مما ذكرتُ. فهل يُترك هؤلاء يبثون سمومهم باسم حرية الرأي المزعومة؟