يقف المجتمع الرياضي السعودي بالكامل مصدوما ومحتارا من تناقضات وقرارات وتبريرات لجنة الانضباط (إن صح لنا تسميتها بهذا الاسم الذي هو أبعد عنها مثل بعد الشرق عن الغرب بفعل قراراتها المتناقضة والتي لن تحل إلا برحيل منسوبيها).
لجنة الانضباط التي بالأمس قامت بتغريم رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي بأربعين ألف ريال بناء على تصريحه الذي اتهم فيه الرياضة السعودية بالفساد منتقدا رئيس اتحاد القدم ورئيس لجنة الحكام هي نفسها التي أرسلت لرئيس النصر خطابا تستفسر فيه عن مقاصده بعد توجيهه إنذار أخير لاتحاد القدم! ولكنها في قضية البلوي أصدرت القرار بدون أن تتحقق من موضوع الفساد وتحقق مع صاحب الشأن الذي ربما كان يمتلك أدلة ثابتة تدين أشخاص يعملون في منظومة كرة القدم!
ولكن يبدو بأنهم كانوا يخافون من أمر ما، أو هكذا طرحت الجماهير المتابعة سؤالها.. هل كانوا يخافون من انفضاح أو انكشاف أمر لا يريدون كشفه..!؟
هذا السؤال تبادر إلى ذهن كل من يتابع كرة القدم السعودية، ومعهم الحق في طرحه والبحث عن إجابته، فلجنة الانضباط بقراراتها جعلت المجتمع يشك في اتحاد القدم وكل من يدير منظومة كرة القدم، خاصة وأن الملاحظات عليهم كثيرة، ولكن الفساد لم يقله أي مسؤول رسمي سابق، وكان ينبغي على من قاله إن يقع تحت طائلة التحقيق فأن كان صادق يكافئ على كشفه للفساد، وإن كان لا يملك الأدلة فيعاقب بأشد العقاب، ولكن قرار لجنة الانضباط أكد بما لا يدع مجالا للشك بأنها لا تتمتع بالاستقلالية التامة! وإلا لماذا غرمت البلوي قبل أن تحقق معه..!؟ ولماذا اختارت المادة التي لا تنطبق عليه تماما..!؟ ولماذا لم ترسل له خطابا تستفسر فيه عن المقصد مثلما أرسلت لغيره..!؟ ولماذا اكتفت بالغرامة فقط..!؟ ولماذا الغرامة أربعون ألف ريال فقط..!؟ وهل تصريح رئيس نادي النصر والذي سمي بالإنذار الأخير أكثر خطرا من تصريح رئيس نادي الاتحاد الذي اتهم فيه الرياضة السعودية بالفساد..!؟
* قضية البلوي كشفت لنا حقيقة (عبث) لجنة الانضباط وعدم حياديتها واستقلاليتها
- سلطان الحارثي