يوسف المحيميد
كما هببنا عام 1990م قيادةً وشعباً، لحماية الكويت وشعبها ومقدراتها، بعد احتلال جيش صدام لها، وتكاتفت معنا كثير من الدول الخليجية والعربية والعالمية، في حشد تاريخي غير مسبوق، انتهى بإعادة ترتيب الأوراق التي تسببت في بعثرتها حكومة صدام آنذاك، ها نحن اليوم نهب لمساندة الشعب اليمني الشقيق، والشرعية في اليمن، التي تعرّضت لانقلاب الحوثيين عليها، واعتداءاتهم المتواصلة على جميع مدن اليمن، فبعد احتلال العاصمة صنعاء، وهروب الرئيس اليمني هادي إلى عدن، حشدوا قواتهم لاجتياح عاصمة الجنوب، عدن، إضافة إلى إجراء مناورات عسكرية بالمعدات الثقيلة على حدودنا الجنوبية.
وكما استنفدنا جميع الوسائل السلمية مع صدام وعساكره، للانسحاب من الكويت المحتلة آنذاك، والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات، ها نحن أيضاً نستنفد جميع وسائل الحوار مع الحوثيين، بعد توجيه الدعوة لهم، ولغيرهم من مختلف الأطياف السياسية في اليمن إلى مؤتمر حوار في الرياض، ثم في الدوحة، لكنهم يمعنون في التجاهل والرفض والممانعة، وينفذون أهدافهم على أرض اليمن، وبدعم من جهات خارجية!
فهذه الضربات الجوية التي تستهدف أهدافاً عسكرية دقيقة، كالقواعد العسكرية التي قاموا باحتلالها، ستوقف فوضى هذه الميلشيات المتمردة، وعبثها بأمن اليمن، وتكف أذاها وتهديدها وغيرها من الدول الأجنبية على المملكة ودول الخليج العربي.
كنت كتبت في زاويتي هذه، أننا دعاة سلام، ونتجنب الحرب ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لكننا إذا اضطررنا لها، فنحن لها فعلاً، ومن يمثّل تهديداً لأي دولة خليجية إنما هو يمثّل تهديداً للدول كلها.
وبالرغم من الدعم الأجنبي للجماعات المتمردة والإرهابية في اليمن، ومعرفة الجميع بالدور الإيراني بإرسال الأسلحة والتدريب العسكري لهذه العناصر، إلا أن حلم المملكة كان كبيراً، وصبرها طويلاً، فقط أرسلت التحذير تلو التحذير لقادة الحوثيين، بعدم الاستمرار في لعبة عسكرية محفوفة بالمخاطر، قد تجرَّ اليمن بأكمله إلى المجهول، وإلى حرب أهلية لا تنتهي، واستخدمت كل الوسائل الدبلوماسية، وشددت على أهمية التحاور والتفاوض تحت رعاية إحدى دول الخليج، لكن ذلك، وللأسف، لم يلقَ سوى التجاهل والتهور، والتهاون بقدرة دول الخليج على إعادة الأمن واستقرار اليمن.
ولعل المهم في الأمر، أن المملكة حظيت بتأييد واسع من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، لمواجهة الانقلاب على الشرعية، والجماعات الإرهابية في اليمن، وهذا سيكون له الأثر الأكبر - بإذن الله - في حسم الأمر سريعاً، وعودة الشرعية لليمن، وحفظ أمنها واستقرارها.