يوسف المحيميد
كثيراً ما نسمع عن الإعلام المتخصص، في مجالات عديدة، ليست ذات شعبية جماهيرية كالرياضة والفن، لذلك لا أحد يهتم بها، سواء من حيث العمل فيها، أو متابعة ما ينشره هذا الإعلام، وهذا قد يتفهمه المرء إذا أخضع الأمر لمقياس الربح والخسارة، لكن قد يختلف ذلك إذا تعلّق هذا الإعلام بثروة تعتمد عليها اقتصادات الدول، مثل البترول.
ففي ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي تنظمه وزارة البترول والثروة المعدنية يوم الأحد القادم، سعي وتأكيد على أنه لا بد من وجود إعلام بترولي نشط وفاعل في الصحافة والإعلام الخليجي، يستطيع العمل في جانبين مهمين، الأول إقناع الإعلام السعودي وعلى رأسه هيئة الصحفيين السعوديين، بأهمية وجود صحفيين متخصصين في شؤون البترول والطاقة، لديهم فهم عميق بقضايا البترول وموضوعاته، وكيف تعمل السوق البترولية الدولية، وما دور المنظمات الدولية، كالأوبك، والأوابك، ووكالة الطاقة وغيرها، وتأثيراتها على السوق، فكثير من التقارير والأخبار الصحفية في مجال الطاقة، وبالذات المنشورة باللغة العربية، ينقصها الكثير من الدقة والمهنية، نتيجة لعدم الاهتمام بهذا الجانب على المستوى العربي، وخصوصاً على مستوى دول الخليج، التي يُعتبر البترول فيها عمود التنمية وأساسها.
أما الجانب الثاني فهو إقناع الإعلام الغربي بالدور الذي تقوم به دول الخليج تجاه السوق البترولية الدولية، من تحقيق توازنه واستقراره، ونفي الشائعات، ووهم المؤامرات ضد دول بعينها، والتي تطرحها بعض وسائل الإعلام الغربي، ففي ظل غياب هذا الإعلام البترولي المتخصص لن نستطيع حماية أنفسنا ودولنا من الاتهامات التي تطاردنا، خصوصاً أن خبرة إعلام الطاقة في دول الغرب يُعتبر متقدماً جداً، على ما يتوفر في دولنا، من إعلام غير متخصص، وإنما يظهر ضمن الإعلام الاقتصادي العام، وهذا يفترض أن الصحفي الذي يفهم في سوق الأسهم أو العقارات، يفهم بالضرورة في سوق البترول والطاقة، وهذا خطأ فادح، عانينا منه عشرات السنوات، لم نستطع خلالها الكشف عن رؤيتنا وسياساتنا البترولية.
هذا الملتقى الإعلامي البترولي، نأمل أن يحقق بعض هذه الأحلام والطموحات، خصوصاً أن هناك ورشة عمل للصحفيين في صباح يوم الأحد، وهي حتماً ستنير لهم كثيراً من القضايا، وتقدم لهم المعلومات والدروس في مجال العمل الصحفي المتخصص في مجال البترول والطاقة.. بالإضافة إلى حلقة نقاش لوزراء البترول والطاقة في دول المجلس، يتم خلالها نقاش عدد من المحاور المهمة في مجال الإعلام البترولي.