سعد البواردي
قلتَها في ظل الصمت الذكي..
وفعلتَها في ظل الصوت الوفي..
قلتَها يا أبا فهد وقد توهم السادرون في غيهم أن الأمر قُضي في ليل، أو كاد، وإذا بالليل يتحول إلى نهار تبرق نجوم سمائه بوميض حربة حرية لوطن خاله المتمردون على الشرعية ومَن يقف خلفهم رهينة استعباد واستبداد مذهبي لشعب يمني عربي مغلوب على أمره، قاب قوسين أو أدنى من أن يلفظ أنفاس حريته وأجراس هويته.
قلتَها يا أبا فهد، وقالها معك وإلى جانبك رؤساء خليجيون وأشقاء عرب ومسلمون وغربيون، توافدوا إلى هذا الوطن فرادى وجماعات لاستبيان الحقائق.. وإذا بهم أمام مشهد الحدث يدركون أن قوة الحق أمضى من حق القوة.. وإذا بهم يتدافعون من حولك متفهمين.. بل مشاركين أو مباركين.
قلتَها أبا فهد، وقد بلغ السيل الزبى، إن للحياة صوتاً وإرادة حيَّة، بدأت تعيد نفسها من جديد بعد طول سبات ومعاناة، استغرقت من تاريخنا المعاصر المنسي أسوأ ما فيه، وإذا به بك وبأقرانك تنفضون عن كاهله غبار المهانة والاستكانة ليلة عيد فجر ميلاد عربي جديد، عنوانه النهوض من الكبوة، والوحدة بعد الفُرقة، والاعتماد على النفس بعد الله.
ما حك شفرك مثل ظفرك
فتولَّ أنت جميع أمرك
أشعر يا أبا فهد، وقد بلغتُ من العمر عتياً، بأنني استعدت بوابة عمري من جديد في تلك الليلة القمرية التي كانت فيها قوافل الإرادة تذرع سماءها، وتذرع فضاءها بحلم جديد، أن لا صوت للعناد ولا للاستبداد.. أن لا تمرد على الإنسانية، ولا تمرد على الشرعية، وإنما الاحتكام إلى صوت العقل.. وإلى ضمير العدل الذي يجمع ولا يفرّق.. يساوي دون تحيز أو تميز، ودون مذهبية أو تبعية خارجية تبيِّت لنا الشر..
سلمتَ أبا فهد بحكمتك وبحنكتك.. وبشهامتك..