جاسر عبد العزيز الجاسر
هلا بيك هلا وبجيتك هلا.. بهذه الكلمات العربية صدح الجمهور العربي في الأحواز للترحيب بفريق نادي الهلال السعودي، الذي أشعل الروح العربية والغيرة والحميمية العربية لدى أبناء الأحواز العربية السليبة التي استلبها الفرس في أوائل القرن الماضي بتآمر مزدوج مع بريطانيا التي مهدت لاعتقال أمير الأحواز الشيخ خزعل الكعبي، وسهلت لشاه إيران آنذاك رضا بهلوي اعتقال الأمير العربي إثر حفل على إحدى البواخر البريطانية، ناكثة تعهداتها بحماية الإمارة العربية (إمارة المحمرة العربية) التي كانت مثل بقية إمارات الخليج العربي تحت حماية الاستعمار البريطاني آنذاك.
وصول الفريق العربي السعودي (الهلال) إلى الأحواز فجَّر العواطف العربية، وحرَّض شباب الأحواز على استخراج ملابسهم العربية وتنظيفها، فظهرت (الدشداشة) والغترة والعقال، فكان مظهراً مريحاً للعرب ومرعباً لقوات الاحتلال الفارسي التي فوجئت بالجماهير العربية الأحوازية وهي تهتف وترحب بالفريق العربي وباللغة العربية، وهو أمر غير معتاد هناك، فسلطات الاحتلال الإيرانية تمنع الحديث باللغة العربية في كل المدن العربية المحتلة في عبادان والأحواز والمحمرة، إضافة إلى منع تداول المطبوعات العربية، كما وهناك تغييب تام للثقافة العربية. وبالرغم من أن الساحل الشرقي للخليج العربي تقطنه قبائل عربية من أهمها قبائل بني كعب، إلا أن هناك منعاً تاماً لكل ما هو عربي، وفي مقدمة ذلك الحديث باللغة العربية، وقد مُنع التعليم باللغة العربية، وطبعاً لا توجد مدارس أو جامعات أو إذاعة أو محطات تلفاز. وتجري عمليات توطين للفرس في الأحواز وعبادان والمحمرة بهدف طمس الهوية العربية، إلا أنه وبالرغم من ذلك يقاوم المواطنون العرب حملات التفريس الجارية. وتشهد المدن العربية في الأحواز والساحل انتفاضات وتظاهرات رافضة للهيمنة الفارسية منتهزين أي مناسبة، ومنها وصول الفرق العربية الخليجية والتي كانت السلطات الإيرانية تتكتم عليها، إلا أن ضخامة الترحيب بنادي الهلال العربي على أرض الأحواز أكد الانتماء العربي لأبناء الأحواز، وكشف أساليب القمع الإيرانية التي ردت على ترحيب الأحوازيين بإخوانهم العرب باعتقالات عشوائية، فما كان من المتظاهرين إلا أن ردوا على عمليات القمع الفارسية برشق قوات الأمن الفارسية بالحجارة مما زاد في شراسة تلك القوات التي زاد من غضبها تمسك الأحوازيين بانتمائهم العربي وتحديهم لقوات الأمن.