فهد بن جليد
فوز الفنان السعودي (فايز المالكي) بجائزة (خدمة المجتمع) عن جائزة رواد التواصل الاجتماعي التطوعي بدبي أمر غير مُستغرب، لأن هذا الرجل اليوم يُعد النموذج الأكثر نشاطاً وتفاعلاً مع مجتمعه، بين الفنانين والمشاهير السعوديين!.
للأسف نحن نعاني غياباً كبيراً لأي مشاركة أو نشاط اجتماعي أو خيري لمشاهير الفن وكرة القدم والإعلام في مجتمعاتنا العربية، الكل مشغول بالبحث عن مزيد من النجاح والفرص والعقود، أو تلبية (لقمة العيش)، فلا وقت يمكن تضييعه على مثل هذه المناسبات، ولا حاجة لأن يلتفت النجم للوراء، هذه الثقافة التي يُفترض أنها مُتأصلة في حياتنا اليومية كأخلاق إسلامية وعربية، تميز بها اليوم (مشاهير) الغرب وأنديته، ولم نجد سوى بعض المشاهير لدينا، والذين يُعدون على أصابع (اليد الواحدة) ومن أبرزهم المُحتفى به!!.
سأحاول أن أكتب عن (فايز) بتجرد وموضوعية بعيداً عن علاقتي به، و(حُبي له) كأخ وصديق، حيث يندر أن يغيب (فايز الفنان) عن مناسبة تطوعية أو اجتماعية تخص (فئة مُحتاجة) من فئات المجتمع، كالأيتام، أو أطفال السرطان، أو التوحد وغيرهم، فهو يحضر (بخفة ظله) ومداعبته، ليرسم البسمة على بعض (الشفاه المريضة) والبائسة، ويلتقط الصور التذكارية معهم، ويتعرف عليهم، ويسمع قصصهم، ليكون من ذكريات هؤلاء وفرحتهم أنهم قابلوا (شخصية كوميدية) شهيرة!.
ربما لا يعلم الكثير أن مجرد اتصال هاتفي بجوال (فايز) من متطوعي أو منظمي هذه المناسبات كفيل بحضوره هذه المناسبة أو تلك، والمشاركة فيها، بعض المشاهير الآخرين لا يعجبهم وجود (فايز) المستمر في هذه المناسبات، وتعامله البسيط، ويعتقدون أنه يروج لنفسه ويتاجر (بفلاشات) المحتاجين، ونسي هؤلاء غيابهم غير المُبرر، بل إن (فايز) يحضر مناسبات أكثر مما يُنشر، مع مرضى دون وجود كاميرات، وبل يبذل ماله ومكانته من أجل المساعدة بعيداً عن الأضواء!!.
لم أكتب هنا لتمجيد الإنسان (فايز المالكي)، ولكن من حقنا الاحتفاء به، فالمجتمع بحاجة تفاعل (مشاهيره) في النشاط الاجتماعي والخيري، فكم (فايز نحتاج)؟!.
يكفينا فقط لوكان بيننا (مشاهير نشطاء) بعدد ما ذكرت اسم (فايز) أعلاه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.