ناهد باشطح
فاصلة:
((لكي تصبح الكذبة حقيقة يكفي ترديدها ثلاث مرات))
- حكمة عالمية -
أحسنت وزارة التعليم صنعا حين أعلنت مؤخرا عن اعتزامها البدء في المرحلة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بعد تقييم البرنامج لتطويره إذ أوضحت خطتها القادمة فيما يتعلق بهذا البرنامج التنموي الكبير.
لكن رغم إيجابية الخبر إلا أن البعض قرأه بشكل سلبي وبدأ في نشر معلومة مختلفة مفادها أن برنامج الابتعاث يتقلص وبالتالي سوف يتوقف!!
ولم يكتف البعض بفهمه القاصر بل بدأ عبر شبكات التواصل بنشر تحليله للخبر دون إدراك لخطورة ما ينشره بدءا بنشر معلومات خاطئة وانتهاء بأثر هذه المعلومات على المجتمع.
من الطبيعي ووفقا للكثير من نظريات التأثير الإعلامي يمكن فهم تأثير وسائل الإعلام القوي على الجمهور، وخبر يتعلق ببرنامج الابتعاث لن يمر دون تأثر الجمهور به، ولكن الذي استجد في هذه المرحلة ومع ثورة المعلومات والإعلام الجديد ظهور صحافة المواطن، وهي صحافة تحوّل فيها جمهور شبكات التواصل الاجتماعي إلى صحافيين وبدأ الجميع في كتابة الأخبار وتحليلها ونشرها.
وهذا ما ساعد أحيانا في نشر الشائعات والتقارير الخاطئة بشكل سريع قبل التأكد من صحتها، والنقطة الأخطر أن العاطفة تلعب دورا لدى المواطنين وربما تحول دون سرد الأحداث بموضوعية، فالمواطنون غالبا لا يعتمدون المعايير الصحافية الاحترافية.
بالطبع ليس بإمكاننا الوقوف ضد الإعلام الجديد وما أحدثه من تطوير معلوماتي واجتماعي، لكن يمكننا على الأقل مواجهة تأثيره السلبي بألا يكون هو المصدر الرئيسي للأخبار الرسمية، إذ ما زال الإعلام الجديد في المنطقة العربية مرهونا بوعي الجماهير في تأثيره على المجتمع.
ومن هنا فالدور الآن أكبر على المؤسسات الحكومية المعنية بخدمة المواطن أن تكثف نشر أخبارها وتعتمد الشفافية في نشر المعلومات حتى تكون مصدرا رئيسا في معرفة الناس ما يتعلق بحياتهم وقضاياهم.