د. محمد أحمد الجوير
بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في البلاد، تولّدت قناعات لدى المواطن السعودي بأن حدثاً مشعراً بالراحة والاطمئنان سيطال الوطن والمواطن على حد سواء، الملك سلمان منذ عرفناه أميراً لمنطقة الرياض وهو حاضر في كل المشاهد، ولاسيما الدينية والسياسية والاقتصادية، يخاطب المسئول والمواطن، بلسان ملكي، بحكم ملاصقته لإخوانه الملوك السابقين رحمهم الله، حتى آلت إليه قيادة هذا الوطن الشامخ، ورأينا التغييرات الوزارية السريعة التي طغت عليها حيوية الشباب، ثم رأينا تقاطر رؤساء الدول على بلادنا، مما يشي ببقاء وحضور هيبة الوطن وقيادته، الملك سلمان منذ عرفه المواطن في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، له حضوره المميز في الذهنية السعودية بمختلف تنوعها، حضور لا يضاهى في الجانب الديني، وحضور لا يجارى في الجانب السياسي، وحضور لافت في الجانب الاقتصادي، وحضور لا يمكن تجاهله في الجانب الثقافي والتاريخي، ناهيك عن حضوره الزاكي في الجوانب الأخرى، ولاسيما الخدمية منها، الملك سلمان، رجل، شرب الجدية وأكلها مع غذائه وسرت في دمه، ليس لديه أدنى مساومة على دينه ووطنه وشعبه، هذه الثلاثة، تدندن معه في حديثه أثناء كل مناسبة يشرّفها، ومن المستحيل أن يخلوحديث له في أي مناسبة كانت عامة أو خاصة، رسمية أو عادية، من تناول (الدين والوطن والمواطن) واليوم يطل علينا قائد الحكمة والحنكة بخطاب يوجه لعامة شعبه وللعالم أجمع، يرسم فيه خارطة الطريق، التي يراها حافظة للوطن بعد الله، خطاب القائد المظفر، لا أخاله إلا خطاباً تاريخياً، تضمن خطوطاً عريضة، يرسم ملامح عهد جديد زاهر بإذن المولى، هذا الخطاب، يشي بتفهم وإدراك تامين، لأبعاد المرحلة التي يعيشها عالم اليوم، محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً، غير ما حمله هذا الخطاب الملكي الكريم من رسائل متنوعة، تهم جميع أطياف المجتمع السعودي، حاملاً في طياته بشائر خير لمستقبل واعد بإذن الله، ينتظره الشعب السعودي وأبناؤه وأحفاده، لم يغب عن ذهن الملك سلمان ما يعيشه عالم اليوم، من متغيرات نتيجة اضطرابات وثورات، كرست التطرف والإرهاب، لقد ركز القائد المظفر على أهمية بناء اقتصاد سعودي قوي ومتين يواجه التحديات ويوفر العيش الكريم لأبناء الوطن ويتجاوز كافة الأزمات، مؤكداً- حفظه الله- على ضرورة تطوير أداء الخدمات الحكومية التي من بينها الارتقاء بالخدمات الصحية وجعلها في متناول الجيع في أنحاء الوطن، وعزم الحكومة على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن، خطاب الملك سلمان، وثيقة عمل تاريخية شاملة، لم تدع شاردة ولا واردة، إلا وقفت عندها، وحددت مساراتها السليمة، جاءت لتعزز الوحدة الوطنية، رافضة أي محاولة تؤدي إلى فرقة أو تحزب أو تنافر، رسالة جادة وعازمة على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة والقضاء على كل ما من شأنه، تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن عند ولي أمرنا متساوون في الحقوق والواجبات، وفي هذا الخطاب الملكي الكريم، أن للإعلام دورا كبيراً، وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق، وعدم إثارة كل ما يدعو للفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع، مبينا -حفظه الله- أن الواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً رئيساً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية، ومحذراً من العبث الفكري المؤدي إلى تصنيفات بغيضة تؤجج الكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع، خطاب المليك المفدى، يجسد الدور الكبير الذي تستشعره المملكة في كل المواقف تجاه الأمتين العربية والإسلامية، وحرصها على جمع الكلمة ورأب الصدع ومحبتها للسعي في نشر المحبة والسلام في أنحاء المعمورة مع التزامها بالمساهمة في إرساء قواعد الأمن والسلم العالميين ومكافحة التطرف والإرهاب ووضع الحلول للتحديات التي تواجه العالم اليوم، الملك سلمان، عندما يتحدث تشعر بقوة عباراته ووضوحها، ودقة انتقاءاته، ومتانة أسلوبه، وعمق المعاني والمدلولات في كلماته، يربط استشرافاته المستقبلية وآماله دائماً، بمشيئة ربه، والتوكل عليه، مما يشي بقوة إيمانه وحسن تربيته، واليقين بصدقه وإخلاصه، بقي القول، كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره، التي ألقاها مؤخراً، كلمة عظيمة، قد صدرت من قلب رحيم وصادق ومخلص ومشفق، يحب الخير لدينه ووطنه وأمته، أحسبها ميثاقاً، تضمن توجيهات كريمة، ومضامين سامية، ستنعكس بحول الله على الوطن والمواطن بمزيد من الرفاهية والتطور والازدهار، أدام الله عز وأمن هذا الوطن..ودمتم بخير.