إبراهيم بن سعد الماجد
(لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسّكاً بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد
- رحمهم الله - وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها)
في أسطر معدودة حدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الإطار الذي تسير عليه الدولة بقيادته، وهو الإطار الذي لم تخرج عنه هذه الدولة منذ أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - مؤكداً تمسك هذه الدولة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حفاظاً على أمن واستقرار البلاد.
واعداً بمواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقه من ملوك هذه البلاد - رحمهم الله- في تأكيد من خادم الحرمين على ان الإنسان هو الهدف الأساسي من التمنية.
مضامين مهمة حملتها كلمة الملك المفدى الموجهة للمواطنين والمواطنات، بأتي على رأسها دعوته - حفظه الله - إلى نبذ الفرقة والخلاف (ونؤكد حرصنا على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات).
تأكيد ملكي يأتي في ظل ما تعيشه المجتمعات القريبة منا من تفرق وتشتت، بل وصراع أسال الدماء وأهلك الحرث والنسل وسبب دماراً لهذه الدول لا يمكن إعادته، وإعادة اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بسولة.
سلمان بن عبد العزيز رجل الثقافة والصديق الإعلاميين يدرك أهمية مشاركة الإعلام في مسيرة التنمية، ومنح الفرصة للتعبير لأصحاب الرأي، ولكنه يؤكد أن يكون كل ذلك وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
(وإن للإعلام دوراً كبيراً وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية).
ولعل من الأهمية بمكان أن نقرأ ونبرز دعوة خادم الحرمين الشريفين لمجلسي الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، التيسير على المواطنين في شؤون حياتهم ليعيشوا حياة كريمة، وهذا ما عهدناه في سلمان العطاء والنماء في كافة مسؤولياته، فهو الحريص على حياة المواطن الساعي دوماً إلى أن تكون كافة أجهزة الدولة ومسؤوليها في خدمة المواطن.
(لقد أكدت على جميع المسؤولين وبخاصة مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم، وهو أقل الواجب المنتظر منهم، ولن نقبل أي تهاون في ذلك. وفي هذا الصدد أخاطب الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة أننا جميعاً في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا، وقد وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين).
ولشباب الوطن الحضور الدائم في وجدان سلمان بن عبد العزيز فهو الراعي الدائم لكافة نشاطات الشباب الداعم لهم، وهو المتطلع دوماً لأن يرى شباب هذا الوطن في أفضل المستويات العلمية والفكرية على مستوى العالم، خدمة لهذا الدين وهذا الوطن العظيم.
(لقد سخرت لكم دولتكم كل الإمكانات، ويسرت لكم كل السبل لتنهلوا من العلم في أرقى الجامعات في الداخل والخارج، والوطن ينتظر منكم الكثير، فعليكم أن تحرصوا على استغلال أوقاتكم في التحصيل، فأنتم استثمار المستقبل للوطن ونحن حريصون كل الحرص على إيجاد فرص العمل بما يحقق لكم الحياة الكريمة، وعلى الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب).
كلمة قائد مسيرتنا سلمان بن عبد العزيز التي لم تكمن مفاجأة في مضمونها لنا كمواطنين ليقيننا بأن قائد مسرتنا هو ممن تخرجوا من مدرسة ذاك الرجل الفذ على مستوى العالم عبد العزيز بن عبد الرحمن، الذي أسس حكمه على نور من الله يوم أعلن أن الحكم لله في أول إعلان سمعه أهل الرياض لحظة استعادته الرياض عندما نادى المنادي قائلاً (الحكم لله ثم لعبد العزيز) لم يكن إعلاناً عسكرياً ولا سياسياً، ولكنه كان إعلان عقيدة تدين بالإسلام ديناً ونظام حياة.
نحن في المملكة العربية السعودية أسرة واحدة تختلف أسماء الآباء والأجداد ويجمعنا الوطن أباً وأماً نفديه بمهجنا فهو قبلة المسلمين وهو خير تراب يطأه إنسان.
أختم هذه المقالة بقراءة مختصرة جداً لكلمة الملك المفدى حيث إن كل ما قاله - حفظه الله - يصب في النهاية لخير الإنسان السعودي، سواء كان الموضوع سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً، بل وحتى ما قاله في الشأن الإعلامي، كل ذلك من أجل المواطن السعودي، ليبقى كما يتمناه له قائد المسيرة سلمان العطاء والنماء.
والله المستعان.