فهد بن جليد
حديثنا سيكون عن موضة إطلاق (اللحى) الشبابية؟ الموضة التي جاء انتشارها نتيجة ظهور بعض الفنانين الخليجيين (باللحى)، تيمناً على ما يبدو بموضة المسلسلات التركية التاريخية عندما تميّز نجومها بالوسامة والجاذبية بأدوارهم التمثيلية، وهو ما انعكس في نهاية المطاف على انتشارها اللافت بين معظم شباب الوطن العربي (كموضة) قادمة من أوساط الفن؟!
السؤال: هل الفنان الكويتي الذي أطلق لحيته مثلاً سيشبه الفنان بطل (حريم السلطان) عندما أطلق الاثنان (لحيتيهما)؟!
الإجابة متروكة لكم، ولكن التأثير نشاهده جميعاً، فبالكاد تخلصنا من عُقدة وسامة (مهند) بلحيته الشقراء الخفيفة، التي شكلت (حُلماً) لفارس أحلام كل فتاة تقمصت شخصية (نور)، الأمر الذي جعل الشباب يجتهدون للتحوّل إلى نسخة مُقرَّبة من تلك الصورة، ولكن ظهور اللحية الكثيفة (دون تهذيب) في المسلسلات التركية، جعلها تقود الموضة حالياً، حيث نشاهد النماذج حاضرة في واقعنا الشبابي، مُتأثرةً (بالفنانين الخليجيين) الذين تأثروا بدورهم (بالفنانين الأتراك)؟!
القضية وصلت إلى الملاعب، وأشهر (لاعبي كرة القدم)، ولا يمكن تجاهل أغرب قانون في الملاعب التركية، عندما فرض أحد الأندية هناك غرامة مالية قدرها (9 آلاف يورو) على ظهور أي لاعب لا يحلق ذقنه، ويخرج (بلحيته) دون تهذيب!
الخطير أن تبقى تلك الصورة (موضة) لا تعكس أخلاق حاملها، عندما يظل خروج شبابنا (باللحية) مظهراً من مظاهر الديكور والموضة - دون النظر لأخلاق مُعفي اللحية - التي عرفناها في واقعنا كثقافة كبيرة، تحمل في طياتها معاني عظيمة، ورسالة تنم عن التزام الشخص بآداب وتعليمات الدين الحنيفة (كقدوة للآخرين)؟!
لن نتحدث عن حُكم إطلاق أو إعفاء (اللحى) من الناحية الشرعية، فالواجب في هذا معلوم، ولكن الصورة النمطية التي نلمسها عند مُشاهدة (شاب مُلتحٍ)، أنه أنموذج رائع لتطبيق تعاليم الدين الحنيف، بينما تصطدم بالحقيقة المُرة، أنها متروكة (كموضة شبابية)، أو (لأغراض أخرى)!
هذا الأمر يطرح سؤالاً مشروعاً: هل تثق بصاحب (كُل لحية)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.