كتب - سلطان الحارثي:
منذ موسمين والهلال يعاني.. وكل ينظر للخلل من زاويته.. البعض يؤكد بأنه في المدربين الذين مروا عليه.. والبعض الآخر يعيدها للإدارة.. الأكيد أن وجهتي النظر صحيحة.. فأن قلت بأن الخلل إداري فهو كذلك.. وأن قلت بأن الخلل فني فهو كذلك.. ولكن يبدو بأن الغالبية أن لم يكن الجميع تناسوا جزء مهم وقد يكون الأهم في منظومة الهلال الداخلية!
تلك المنظومة المهمة هي اللاعبين «الذين يفترض أنهم كل شيء» فهم المؤدين وهم المنقذين وهم من يلعب لاسم الهلال وهم من يكسب من خلف الهلال, ولكنهم ظلوا طوال السنتين الماضية خارج إطار النقد إلا من قلة قليلة, ولذلك تهاون الغالبية منهم لعلمهم المسبق بأن النقد سيتجه نحو الإدارة أو نحو الجهاز الفني, ولن يصيبهم من سهام النقد شيء, ولكنهم تناسوا عمدا أو جهلا بأن الجميع سيرحل ويبقى الهلال, ولذلك رحلت إدارة الهلال بعد أن اشتد عليها النقد, والتفت الجمهور نحوها.. ورحلت الأجهزة الفنية لقصور ملاحظ في عملها.. ولم يبقى خلال السنتين الماضيتين إلا اللاعبين الذين لم يتم مسهم بأي كلمة, وهذا ماجعل مستوياتهم تهبط لدرجة أن ناصر الشمراني لم يعد يعرف المرمى.. ونيفيز لم يعد يعرف الصناعة.. وياسر الشهراني لم يعد يتقن العرضيات.. وسالم الدوسري لم يعد يعرف اللعب بجماعية.. ونواف العابد لم يعد يعرف إلا السفريات!
ولكن يبدو أن الجمهور التفت نحو هذه النقطة بعد أن عرف بأن الخلل مشترك مابين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين, ولأن الإدارة رحلت, والجهاز الفني تغير, فلم يعد يبقى إلا اللاعبين التي ظلت مستوياتهم متذبذبة, وهذا ما أغضب الجمهور الهلالي, وجعل ردة فعلهم متناسقة مع عطاء اللاعبين!
لقد حان للاعبي فريق الهلال أن يشعروا بأن المسؤولية ملقاة على عاتقهم.. فالعبث الحاصل في الهلال من جراء مستويات أغلب اللاعبين لا يليق بالهلال ولا بتاريخه المرصع بالذهب الذي جاء من خلال لاعبين كانوا يرتدون شعار الهلال حبا ووفاء, لا هم لهم إلا الهلال.. ينامون على اسمه.. ويصحون على اسمه.. كل فكرهم مشغول بهذا الهلال.. ولذلك أنجزوا ماعجز غيرهم عن تحقيقه.. وأوصلوا فريقهم لزعامة آسيا بستة بطولات.. كما أوصلوه لزعامة الكرة السعودية بعد أن حققوا له خمس وخمسين بطولة رسمية!
هؤلاء هم لاعبي الهلال الذين خلدوا أسماءهم في ذاكرة المتلقي.. فهل سيكمل لاعبي الجيل الحالي المسيرة..!؟
الواضح الجلي أن اللاعبين يملكون المهارة والموهبة التي يستطيعون من خلالها التقدم للأمام لرسم الابتسامة على شفاه الجمهور الهلالي, وتخليد أسماءهم في تاريخ الهلال, ولكنهم لن يستطيعوا طالما لم يقدروا أنفسهم كما يليق بهم.. ولذلك عليهم الانتباه.. فالجمهور الهلالي لا يرحم.. وأعتقد بأن الالتفاتة القادمة ستكون نحوهم بشكل أكبر.