إبراهيم بن سعد الماجد
لا أتكلم عن داعش في هذا المقال من منطلق إسلامي، فليس الحديث بمستساغ أن نقحم لفظة - إسلام - في أعمال هؤلاء، فهم أبعد ما يكونون عن الإسلام وتعاليمه السمحة ورسالته العظيمة، لكنني أتكلم عنهم كونهم صنيعة استخباراتية ستضمحل يوماً من الأيَّام عندما تنتهي الحاجة إليهم، فسيكون اضمحلالهم واختفاؤهم من المشهد السياسي والحربي بنفس السرعة التي ظهروا بها.
إن الجماعات الإرهابية تعمل وفق أجندة في الغالب معلومة وواضحة المعالم ، لها رسالة ولها هدف تسعى لتحقيقه، وتحرص على ألا تشوه سمعتها بما لا يعود عليها بالفائدة ، فهي تفجّر وتقتل وتغتال، ولكن كل ذلك معروف لدى المجتمعات والدول ويتوقع حصوله منهم في أي وقت، لكن - داعش - تخالف كل ذلك ، بل إنها كل يوم تخرج بمنتج إجرامي جديد لم يسبقه إليها أحد من المجرمين ولا من الإرهابيين على مدى التاريخ.
قالوا هؤلاء سبايا، وقالوا هؤلاء نصارى، وقالوا هؤلاء مرتدون، وقالوا.. وقالوا، وآخر ما صنعوا إحراقهم للطيار معاذ الكساسبة المسلم! فعلة لم يفعلها قبلهم أحد من المجرمين إلا ما فعله التتار، أي أن منهجهم أبعد ما يكون عن الإِنسانية فضلاً عن الإسلام.
الشيء المخزي حقاً ليس فعل هؤلاء، فهؤلاء بان عورهم وانكشفت أخلاقهم، لكن المؤلم أن تجد من يحاول تبرير فعلتهم تلك، أو أفعالهم السابقة!!
الأمة بأسرها ضد هؤلاء الخوارج، لكن المصيبة تكمن في عاطفة بعض عند سماعهم بأنهم يجاهدون ويسعون لإقامة شرع الله! وكأنهم لم يسمعوا بتحذير رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - من مثل هؤلاء، وأنه عليه الصلاة والسلام أخبرنا بخروج مثل هؤلاء آخر الزمان.
الوعي الغائب إلى يحتاج من يوقظه عند البعض خصوصاً أنصاف العلماء ومدعي الفقه، فالكثير من الشباب إن لم يسمع الكلمة القاطعة في حق هؤلاء فإنه سيكون في حالة من التردد والحيرة التي ربما تقوده إلى الفتنة في دينه وربما قذفه في أتون مسرح الجريمة من حيث لا يشعر.
والله المستعان.