ناهد باشطح
فاصلة :
(( لا يمكن للمرء أن يكون عادلا ما لم يكن إنسانيا))
- حكمة عالمية -
لا أعرف حقيقة من أين تتولد في مجتمعنا بعض الثقافات التي لا تستند على التاريخ!
على سبيل المثال تعامل البعض السلبي مع الخادمات في رأيي لا يستند على أي نماذج من تراثنا الإسلامي أو المجتمعي.
سأترك الإجابة عن هذا السؤال لأخبركم عن كتاب يحوي ترجمة لعبارات متداولة لدينا إلى اللغة الإندنوسية هذا الكتاب ألفه صاحبه ليسهل من تواصل الخادمة الإندونيسية في بلدنا وهو هدف نبيل فاللغة جسر التواصل لكنه في رأيي من خلال احد فصول الكاتب وربما دون وعي منه أكّد وجود ظاهرة العنف تجاه الخدم إذ حوى بعض الكلمات سأوردها للتوضيح (انتبهي، لا تتأخرين، لا تروحين، لا تجين، لا تتكلمين، لا تكذبين، اسمعي الكلام، لا تكثرين كلام، لا تتدخلين، لا تستهزئين بي، لا تسألين عن شيء، لا تراددين الكلام، لا تقاطعين، لا تلفين وتدورين، لا تتشرطين، لا تتذمرين).
هل بالفعل هذه هي الكلمات المتداولة؟ هل نحتاج أن نترجمها للخادمة لتصلها الرسالة السلبية؟
ألا يوجد كلمات مثل «أنت جزء من الأسرة» حتى تشعر الخادمة بالأمان أو عبارة مثل «الخطأ وأرد فلا تخافي سأوجّهك وستتعلمين»؟
مشكلة البعض في تعاملهم مع الخدم في منازلهم إلغاء إنسانيتهم والتركيز على وجودهم لخدمتهم فقط.
ماذا لو أننا اعتبرنا الخادمة موظفة تتقاضى راتبا ووضعنا أنفسنا للحظات في مكانها.. امرأة تغربت لأجل لقمة العيش تركت أسرتها أو ربما أطفالها.
ربما على البعض أن يغير قناعاته السلبية تجاه من يخدمه حتى وإن كان يدفع ثمن الخدمة.
إن تداولنا لعبارت سلبية مثل «الخدم ما يطمر فيهم شيء، يحمدون ربهم في بلادهم ما شافوا نعمة «كافية لصياغة سلبية لتعامل مؤذي بالفعل في نطاق حقوق إنسان يعيش في منزلك ويتعامل معك ومع ابنائك فكيف تطلب منه الإخلاص وبذل الجهد وأنت لا تمنحه الثقة والعدل في التعامل الإنساني؟
من المؤسف أن التعامل السيئ مع الخدم ظاهرة عربية لكن في لبنان قامت المؤلفة «ليلى زاهد» باعداد سلسلة باللغة العربية عنوانها «ميمي والكرة الأرضية السحرية» للتوعية باحترام خدم المنازل، موجهة إلى المدارس الابتدائية، هدفها «تعليم الأطفال أن النساء اللواتي يعتنين بهم لسن مجرد خادمات، بل يأتين من بلدان لها ثقافتها وتاريخها وإن كانت الخادمات يتأقلمن مع ثقافة لبنان، لكن أحدا لم يسألهن عن ثقافتهن».
يتضمن كل كتاب في هذه السلسلة رسومات وكلمات أساسية من اللغة المحكية. وأيضا أطباقا محلية تتعلق بالبلد المعني الذي حلمت «ميمي» أنها سافرت إليه.
يبدو أن أهداف الكتب تختلف وبالتالي تختلف محتوياتها والرسالة التي يوصلها للمجتمع!!