سعد الدوسري
جمعني الأسبوع الماضي لقاء مع عدد من مسؤولي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وكان أول ما بدؤوا الحديث عنه، المخدرات الرقمية، التي سبق أن تناولتها قبل أشهر في هذا العمود. ولقد كان حماس الاستاذ عبد الإله الشريف مساعد المدير العام كبيراً، في نفي ما طُرح حول هذا الموضوع، مستدلاً بالبيانات الرسمية التي أصدرتها المنظمات الصحية.
- يعني ليس هناك مخدرات رقمية؟!
- أبداً، ليس هناك مخدرات رقمية على الإطلاق.
- وكيف تفسر ما تداولته الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع؟!
- هي واحدة من قضايا الإثارة التي تعودنا عليها، وتعتمد في الأساس على فكرة الوهم، تماماً مثلما يهتاج الراقص حينما يستمع للموسيقى الصاخبة، فيفقد الوعي.
ابتسمت «ابتسامة صفراء» لاستخدامه هذا التشبيه!، لكنني نبَّهته إلى التسهيلات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي لمروجي القيم الهدّامة في أوساط الأطفال والفتيان، وكيف أنهم يستغلون هذه الوسائط لتجميل حياة متعاطي المخدرات، وجعلها الحياة الأكثر معاصرة والأكثر أناقة، وهذا بحد ذاته ترويج رقمي للمخدرات.
لا ينكر أحد الأدوار التي تقوم بها المديرية في إفشال محاولات مهربي المخدرات، فكل عبقرية إجرامية في التهريب، تقابلها عبقرية أمنية تحبطها. ومع ذلك، هناك حجم مقلق من المخدرات وهناك عدد لا يستهان به من المدمنين والمدمنات، وليس أمامنا إلا تكثيف وتضافر الجهود الفردية والمؤسساتية للتوعية والعلاج والتأهيل. وسأتناول غداً القرار الذي صدر الأربعاء الماضي، بإنشاء مستشفيات أهلية لعلاج المدمنين.