فهد بن جليد
في ليلة واحدة سُرق في اليابان (226 هاتف) عشية تدشين (آيفون 5) عام 2012م، وسائل الإعلام هناك قالت أن السارقين (يبحثون عن التميز)، فيما كان الآلاف يصطفون في طوابير طويلة أمام المتاجر، في انتظار الصباح ليكونوا (أول) من يقتني (الهاتف الجديد)!.
عندنا وعند (اليابانيين خير)، ففي بعض مناطق المملكة هناك (متسابقون مُحترفون) يتنافسون على (الأول) في كل شيء، بحثاً عن التميز فقط، حتى يُقال (أول) من أشترى هذا النوع الجديد من السيارات هو فلان، و(أول) من تملك في هذا المُخطط فلان، بل إن (هوس) و(حُمى) التنافس وصل إلى الحرص على أن يُقال أول من عاد من (الحج) فلان .. وهكذا!.
لا شك أن أول الصفوف خير من آخرها، وهذا يتأكد في المسجد وعند أداء الصلاة، أما التميز على طريقة (إن لم يكن مركزي في الصف الأول أمام، ما عاد تفرق معي لو كنت قبل الأخير) فهي مسألة تحتاج إلى إعادة نظر متى ما مست حياتنا وممارساتنا اليومية، لأنها مرهقة، فالجديد لا ينتهي ولا ينقطع، ولا يمكن أن يلهث الإنسان طوال الوقت خلف التجديد، والتباهي به في المجالس ونحوها، ليشعر أن الآخرين من (بعده)!.
بالمقابل تلاحظ (الجحادة) أو (الكتمان) عن آخرين، ممن يخشون العين والحسد طول الوقت، فلا يعلم الآخرين بمستجدات حياتهم، حتى لو كانوا بيننا طوال الوقت، حيث فهموا الخصوصية بشكل خاطئ، وحصروها في عدم اطلاع القريبين منهم على مستجدات حياتهم (كالزواج) أو الخطبة، أو (السفر)، أو شراء سيارة جديدة.. ليتفاجأ الكل أن هذا حدث قبل شهر أو أكثر، بشكل مخفي عن الأنظار!.
حتما ستجد نماذج لهاتين الشخصيتين من حولك، الخوف أن تنطبق على بعض (المسؤولين) تبعاً للثقافة المجتمعية، لنعيش بين أوهام سابقة ووعود (نحن أول وأفضل وأضخم)، وبين كتمان المصالح على طريقة (التعيين في الليل) والإعلان عن مسابقة الوظائف في النهار التالي!.
بمرر الخوف من العين والحسد، وعُقدة (سبق الآخرين)!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،